الأربعاء، 29 فبراير 2012

لدليل الأول والثانى من أدلة تحريم استخدام الإنس الجن من القرآن والسنة مدحت عاطف أدلة تحريم استخدام الإنس الجن للشيخ الدكتور مدحت عاطف من كتابة لا لاستخدام الجان عذرا شيخ الإسلام أولاً: القرآن : يقول الله تعالي:"وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّفَزَادُوهُمْ رَهَقًا"([1]) قال ابن القيم: " أنه كان الرجل في الجاهلية إذا سافر،فأمسي في أرض قفر قال: أعوذ بسيد هذا الوادي، أو بعزيز هذا المكان من شر سفهاء قومه، فيبيت في جوار منهم حتي يصبح"أ هـ ( [2]). وجمهور المفسرين: أن الرجل في الجاهلية إذا سافر فأمسي في قفر من الأرض، قال: أعوذ بسيد هذا الوادي، أو بعزيز هذا المكان من شر سفهاء قومه، فيبيت في جوار منهم حتي يصبح"أهـ([3]). والآية الكريمة تبين جاهلية إنسان، غرة الشيطان بأوهام، فأنساه ذكر الرحمن خالق الأكوان، حتي صاح باللسان بعد ضعف الجنان وخور الجبان، مستجيراً بكبير الجان، من شر سفهاء المكان، وما تخطي سلوكه، أو جاوز مروقه الكلام، ورغم أنه لا استعمال أو استخدام للجان، وما حدث لم يتعد الآذان([4]). ومع ذلك ازداد الجن إثما، وطغيانا، وشرا علي الإنسان، فما بالكم بدخول الجن بدنه بزعم الاستخدام، وما رأيكم في تحذير وتبصير وإنذار واستنكار القرآن. ثانيا: السنة 1- يقول النبي : (سترما بين أعين الجن، وعورات بني آدم إذا وضع أحدهم ثوبه أن يقول بسم الله"([5]). 2- يقول النبي : (ستر ما بين أعين الجن وعورات بني أدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول : بسم الله: ([6]). الحديث صورة غيبية عجيبة من الصور النبوية الفريدة، التي اخترقت عالم الغيب، فأبصر من خلالها رسول الله أمراً مبيراً وخطباً خطيراً، رآي ذكور الجن وإناثهم في بيوت المسلمين والمسلمات، حيث لا تراهم عيون، أو تدركهم أبصار قاطني البيوتات، ولما كانت الشهوات تتأجج في أبدان الجنـ وتتدفق الأهواء والرغبات كالإنسان. وإلا فلا معني لأمره بستر العورات من الجان. فسبحان من ألهمه البيان، وكشف له من الغيب ما قد كان، ليصون أمته، ويحمي بيضته، وينأي بالعرض بعيدا عن أعين اللئام. فيا دعاة استخدام الإنس الجن أعين الجن أخطر علي الإنسان من دخول الجن بدن الإنس بزعم الاستخدام؟ فها هو ذا رسولنا صلى الله علية وسلم يأبي مجرد نظر الجن إلي عورة الإنسان، فهل نراه يا ثري يقبل دخول الجن نفسه بدن الإنسان بدعوي استعمال الإنس الجان؟! ( [1])سورة الجن الآية6. ( [2]) التفسير القيم لابن القيم. ( [3]) مفاتيح الغيب للرازي. ( [4]) أي آذان الجن ساعة سماعه استعاذة الإنسان. ( [5])صحيح الجامع رقم" 361. ( [6])صحيح الجامع رقم 3611،صحيح ابن ماجه 297. __________________ المركز الشامل لعلاج السحر و الحسد و مس الجان بالقرآن وهدي السلف العنوان : جمهورية مصر العربية - طنطا - بجوار شركة أيديال بي تك تليفون من خارج مصر : 00201001540228 - 00201068001711 تليفون من داخل مصر : 01001540228 - 01068001711 مواعيد العمل يوم الجمعة من الساعه 9 صباحآ الى الساعة 9 مساء المدير المسؤل: الشيخ محمد فتحي مصطفى الندار رابط الموقع : www.el-shamel.com

1icon2 الدليل الأول والثانى من أدلة تحريم استخدام الإنس الجن من القرآن والسنة مدحت عاطف

أدلة تحريم استخدام الإنس الجن

للشيخ الدكتور مدحت عاطف
من كتابة

لا لاستخدام الجان عذرا شيخ الإسلام
أولاً: القرآن :
يقول الله تعالي:"وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّفَزَادُوهُمْ رَهَقًا"([1])
قال ابن القيم:
" أنه كان الرجل في الجاهلية إذا سافر،فأمسي في أرض قفر
قال: أعوذ بسيد هذا الوادي، أو بعزيز هذا المكان من شر سفهاء قومه، فيبيت في جوار منهم حتي يصبح"أ هـ (
[2]).
وجمهور المفسرين:
أن الرجل في الجاهلية إذا سافر فأمسي في قفر من الأرض،
قال: أعوذ بسيد هذا الوادي، أو بعزيز هذا المكان من شر سفهاء قومه، فيبيت في جوار منهم حتي يصبح"أهـ(
[3]).
والآية الكريمة تبين
جاهلية إنسان، غرة الشيطان بأوهام، فأنساه ذكر الرحمن خالق الأكوان، حتي صاح باللسان بعد ضعف الجنان وخور الجبان، مستجيراً بكبير الجان، من شر سفهاء المكان، وما تخطي سلوكه، أو جاوز مروقه الكلام،
ورغم أنه لا استعمال أو استخدام للجان، وما حدث لم يتعد الآذان(
[4]). ومع ذلك ازداد الجن إثما، وطغيانا، وشرا علي الإنسان، فما بالكم بدخول الجن بدنه بزعم الاستخدام، وما رأيكم في تحذير وتبصير وإنذار واستنكار القرآن.

ثانيا: السنة

1- يقول النبي :
(سترما بين أعين الجن، وعورات بني آدم إذا وضع أحدهم ثوبه أن يقول بسم الله"([5]).

2- يقول النبي :
(ستر ما بين أعين الجن وعورات بني أدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول : بسم الله: (
[6]).
الحديث صورة غيبية عجيبة من الصور النبوية الفريدة، التي اخترقت عالم الغيب، فأبصر من خلالها رسول الله أمراً مبيراً وخطباً خطيراً، رآي ذكور الجن وإناثهم في بيوت المسلمين والمسلمات، حيث لا تراهم عيون، أو تدركهم أبصار قاطني البيوتات، ولما كانت الشهوات تتأجج في أبدان الجنـ وتتدفق الأهواء والرغبات كالإنسان. وإلا فلا معني لأمره بستر العورات من الجان.
فسبحان من ألهمه البيان، وكشف له من الغيب ما قد كان،
ليصون أمته، ويحمي بيضته، وينأي بالعرض بعيدا عن أعين اللئام.

فيا دعاة استخدام الإنس الجن
أعين الجن أخطر علي الإنسان من دخول الجن بدن الإنس بزعم الاستخدام؟

فها هو ذا رسولنا صلى الله علية وسلم
يأبي مجرد نظر الجن إلي عورة الإنسان،
فهل نراه يا ثري يقبل دخول الجن نفسه بدن الإنسان بدعوي استعمال الإنس الجان؟!


(
[1])سورة الجن الآية6.

(
[2]) التفسير القيم لابن القيم.

(
[3]) مفاتيح الغيب للرازي.

(
[4]) أي آذان الجن ساعة سماعه استعاذة الإنسان.

(
[5])صحيح الجامع رقم" 361.

(
[6])صحيح الجامع رقم 3611،صحيح ابن ماجه 297.
__________________
المركز الشامل لعلاج السحر و الحسد و مس الجان بالقرآن وهدي السلف
العنوان : جمهورية مصر العربية - طنطا - بجوار شركة أيديال بي تك
تليفون من خارج مصر : 00201001540228 - 00201068001711
تليفون من داخل مصر : 01001540228 - 01068001711
مواعيد العمل يوم الجمعة من الساعه 9 صباحآ الى الساعة 9 مساء
المدير المسؤل: الشيخ محمد فتحي مصطفى الندار

رابط الموقع : www.el-shamel.com

1icon2 (4) الدليل الثالث من أدلة تحريم إستخدام الإنس الجن مدحت عاطف وكيف واجه النبي قضية استخدام الإنس الجن

1icon2 (4) الدليل الثالث من أدلة تحريم إستخدام الإنس الجن مدحت عاطف وكيف واجه النبي قضية استخدام الإنس الجن

نسف الاستخدام بفعل وقول سيدي الأنام
للشيخ الدكتور مدحت عاطف
من كتابة

لا لاسحدام الجان عذرا شيخ الإسلام
فتوي استخدام الإنس الجن
خطبها جسيم، وخطرها عميم،
وجملها عظيم- ذلك لوخزها لب الدين، ومسها عقيدة المسلمين، ولم بدا هذا الاستخدام حمل ثقيلاً بلغ أشهر الوضع، وأجاءه المخاض فوق أرض النبوه الطهور، فتقنع هذا الاستخدام، وتجلب في قالب آدمي عجيب غير مسبوق، ليظهر علي أرض الواقع بصورة غلام ما جري عليه القلم حتي يستنكف الوري أن يقفوه، وتحول سنه دون سؤال أو ملام أو أن يضربوه. غلام لم يلغ الحلم بعد رغم بلوغ جرمه وفجره منتهي الفسوق. وبينما الغلام منهمكا في غوايته، متتابع في عمايته إذ ذاع صيته وطار اسمه بين الخلق. وقد إستهمت وجوه أمره وترامت أنباء شططه،وسفهه إلي مسامع النبي فانبري دافعا عن دين الله، وهب منافحا عن كلمة التقوي، قبل أن يستفحل خطره، وعلي جناح السرعة كان رسول الله وجها لوجه أمام هذا الغر([1]) الأفاك الذي تبذأه النواظر وتزدريه الأبصار، ووقف النبي المختار وأمامه أصغر كاهن عرفته الأمصار ورأته الأنظار. وحديث رسول الله ينطق بالحق، ويحكم بالعدل في قضية استخدام الإنس الجن التي شغلت القلوب والأفكار فلنرتو من سلسبيل رسول الله تعالي العزيز الغفار وعلي آله وصحبه الأخيار:
1- فعن ابن عمر أن رسول اللهr مر بابن صياد في نفر من أحابه فيهم عمر بن الخطاب وهو يلعب مع الغلام عند أطم([2]) بني مغالة وهو غلام فلم يشعر حتي ضرب رسول الله r ظهره بيده ثم قال:" أتشهد أني رسول الله" فنظر إليه ابن صياد وقال:
أشهد أنك رسول الأميين ثم قال ابن صياد للنبي r: أتشهد أنت أني رسول الله فقال النبي r:" أمنت بالله وبرسله" ثم قال النبيr :" ما يأتيك" قال ابن صياد : يأتيني صادق وكاذب فقال النبيr: " أخسأ فلن تعدو قدرك"([3]).
وفي رواية: " ماذا تري" قال بن صياد: يأتيني صادق وكاذب فقال له رسول اللهr:" خلط عليك الأمر"، ثم قال له رسول اللهr:" إني قد
خبأت لك خبيئا". فقال ابن صاد: هو الدخ فقال له رسول الله r:" إخسأ فلن تعدو قدرك" وفي رواية" قال رسول اللهr"ما تري". قال: أري عرشا علي الماء. فقال رسول الله:
" تري عرش إبليس علي البحر"
قال:" وما تري"
قال: أري صادقين وكاذبا وكاذبين وصادقا
فقال رسول الله " أليس عليه الأمر دعوه".
2- كما ثبت في الصحيحين أن النبي سأل ابن صياد
فقال:" ما يأتيك؟
" فقال: يأتيني صادق وكاذب
قال:" يا تري؟
" قال: أري عرشا علي الماء.([4])
قال:" فإني قد خبأت لك خبيئا؟
" قال: الدخ الدخ.
قال:" إخسأ فلن تعدو قدرك فإنما أنت من إخوان الكهان".
قال النووي:
" قال الخطابي: وأما امتحان النبي بما خبأه له من آة الدخان فلأنه كان يبلغه ما يدعيه من الكهانة، ويتعاطاه من الكلام في الغيب.
فامتحنه ليعلم حقيقة حاله ويظهر إبطال حاله للصحابة.
وأنه كاهن ساحر يأتيه الشيطان، فيلقي علي لسانه ما يلقيه إلي الكهنة، فامتحنه بإضمار قوله تعالي:" فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين".
وقال:" خبأت لك خيئاً" فقال: الدخ الدخ- وهو لغة فيه- فقال له النبي
:" إخسأ فلن تعدو قدرك": أي تجاوز قدرك، وقدر أمثالك من الكهان، الذين يحفظون من إلقاء الشيطان
كلمه واحده من جمل كثيرة، خلاف الأنبياء- صلوات الله وسلامه عليهم- فإنه يوحي الله تعالي إليهم من علم الغيب ما يوحي فيكون واضحا كاملا"أ هـ([5]).
هذه الأحاديث التورانية، التي أضاءت مصابيح الهدي حتي فاح أريجها فوحا بين الناس يباهي، ويفاخرن ويحاكي أرقي معالي الهمم، وأسمي معاني الإيجابية الخلاقة العلية، التي تجسدت في شخص رسول الله-r- وذلك عندما نهض r ليذهب عن كلمة التقوي، وهب لينافح عن عقيدة المسلمين، ويدافع عن عقولهم، ويحمي أفكارهم من براثن خطر مدلهم الغياهب- لذا ذهب-r- بذاته إلي موقع الحدث، وموطن الخل حيث يقطن الكاهن الصغير ليرقب عن كثب حركاته، ويتفقد عن قرب سكناته.
النبي الذي يحمل هم أمتين بأسرهما أمة الإنس،وأمة الجن ينتقل بنفسه مع كوكبه من الصحب الكرم رضي الله عنهم أجمعين لمعاينة مكان وزمان غلام؟!! يا سبحان الله!! المبعوث رحمه للعالمين، يأتي خصيصا لتقويم أمر غلام لما يبلغ الحلم بع، إن هذا لأمر عجاب.
وهذا الإتيان وذاك المجيء المبارك، دل علي فداحة الأمر وخطورة الجرم، رغم أنه r- كان بوسعه أن ينتبر، ويعظ، وينصح أمته، ويحذر أصحابه ويكتفي بإرسال نائب
عنه-r- لاستطلاع الأمر لاسيما أن صاحب الحدث غلام. وهذه دلالة أكبر علي جلل شأن هذا الحدث.
وفوق هذا وذاك فقد أماط هذا الحدث اللثام عن خطرين عظيمين:
الأول: قضية استخدام الإنس الجن.
والثاني: الغلام
قضية استخدام الإنس الجن
هذا الحديث المبارك الذي حرم به رسول الله- r- استخدام الإنس الجن وأبطل صلوات الله وسلامه عليه من خلاله جميع صور الاستخدام، وكل أنواعه، وأشكاله، وضروبه، بوضوح بين لا يداخله شك، وبيان واضح لا يخامره ريب فهذا الحديث الميمون الذي جعل رسول الله - r- منه صخرة تحطم فوقها كل دعاوي وفتاوي هذا الاستخدام القميء. حتي غدا الحديث عمدة الأدلة، وسيد البراهين، وتاج الحجج الناطقة بعبث هذا الإفتتات والشهادة علي تنكب وتخبط أدعياء هذا الاستخدام.
والدليل علي ذلك قول النبي r الذي لا ينطق عن الهوي:" إخسأ فلن تعدو قدرك " أي لن تتجاوز قدرك، وأنك من الكهان الذين يعتمدون علي ما تلقيه عليهم الشياطين فإما أنت من إخوان الكهان" واخسأ زجر للكلب وإبعاد له، هذا أصل هذه الكلمة عند العرب ثم استعملت في كل من قال أو فعل ما لا ينبغي لها.هـ([6])
ووصف النبيr ابن صياد ونعته اياه بالكهانه، وصف حق لموصوف يستحق، فتسربل ابن الكاهن سربال ليل أغبر. واختلف العلماء في تعريف الكاهن علي النحو التالي:

القول الأول:
أن الكاهن: هو القاضي بالغيب، وهو الذي يخبر عن أمور مستقبلة من الغيب مستيعناً في ذلك بالشياطين.
القول الثاني:
أن الكاهن يعم الجميع والعراف أخص. والكاهن يدخل فيه من يخبر بأمور مستقبلة أو ماضية غابت عن الناس، فالكاهن إسماً عاما لكل من يدعي شيئاً من علم الغيب([7]).
القول الثالث:
الكاهن أخص لأن الكاهن مخصوص بالعلم المستقبلي علي حسب قولهم، وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، كما نقله عنه شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد.
والقول الثاني هو المشهور عند أهل العلم والأكثر عليه([8]).
وقيل العراف والكاهن سواء، لأن كل منهما يخبر عن الأمور الغائبة بواسطة الشياطين، فكلهم عملاء للشيطاين وإن اختلفوا في الأسم، هذا عراف، وهذا كاهن، فالمعني واحد، والمهنة واحدة، وهي ادعاء علم الغيب، وإن اختلف اللفظ أ هـ ([9]).
فالكاهن إذا: هو ذا الآدمي الذي تآخي مع الجن، وتحالف مع الشيطان، ووسيم جبهته بميسم العار، وجلل بياض قلبه([10]). بالقطران حتي غدا هو ورئيه توأمين، إنسي مشنوء([11]) وقرين مشنوع([12])
بينهما عهد طارت له هيئة منكرة([13])، وميثاق عمل ألزمهما عارا لا يمحوه كرور الأيام ولا ينسيه تعاقب الحدثان([14]). فالكاهن إنسان قد أسجد عقله، وأذل نفسه، وطأطأ قلبه، وأنحني مطة يركبها الشيطان، وخر مغتبطا وانكب مبهجا يقبل قدم الشطان. ويأتي دور الشيطان، وقد هبط وانحط بعدا اخترق جو السماء واسترق، والقي بكل ما سرق علي كل قلب قد مرق، من دين الله واحترق.
فغدا الكاهن هو من احتال علي الغيب بأنواعه الثلاثة، الماضي والحاضر والمستقبل وهذا عين تعريفات العلماء السابقة والله أعلم.
والكهانة لا تخرج علي تعاملا وتعاونا علي الإثم والعدوان بين إنسي، وشيطان مما يحدونا إلي القول، أنا أمام عملية من عمليات استخدام للجن صادقة القمات، صريحة اللمات، والإنسي المستخدم الجن هنا غلام صغير، وكاهن لما يبغ الحلم بعد. ورغم حداثة سنه وصغر جرمه، أقام جسراً جويا من التعاون الآبق بينه وبين الشياطين. فاستعملهم من خلال هذا الجسر في الرجم بالغيب. وهذا الاستخدام حرمه رسول الله r بزجر صريح ووصف صحيح.
فأما الزجر الصريح فقولهr لابن صياد:" إخسأ". وقد بسطنا معناها فيما مضي في صدر الحديث عن الخطر الأول. وأما الوصف الصحيح ففي قوله r:" فإنك لن تعدو قدرك" يعني إنما أنت من إخوان الكهان وإن ذلك حجمك قدرك وقد تناولنا تعريفات الكاهن آنفا بما يغني عن الإعادة.

كيف واجه النبي قضية استخدام الإنس الجن
نظراً إلي دقة موضوع استخدام الإنس الجن، وشدة حساسيته المرهفة، وخطورته المسرفة، وكثرة إضراره بالعقيدة، وعظيم أخطارة علي الأخلاق، والمجتمع، ما كان لرسول الله-r- أن يغض الطرف، أو يصرف النظر عن هذه القضية، حتي يبين لأمته مدي نطاق هذه البؤرة المعونة ويؤكد حرمة هذا الاستخدام، ويفضح بكل أسلوب هذا التعاون الخسيس.
لذا سأل رسول اللهr ابن صياد أسئلة تنم عن غاية الحصافة، والرشد، وبعد النظر ليخرج خبأ فجره ومكره.
فقال لهr:" ما يأتيك؟" هكذا سؤال بصيغة المضارع، فيجيب الكاهن الصغير: يأتيني صادق وكاذب. ويتبعه النبيr سؤلاً آخر فيقول:" ما تري؟" ونلحظ أن صيغة المضارع المصاحبة أسئلة رسول الله r ما زالت صاحبة اليد الطولي والكاهن الصغير يجيب قائلا: أري عرشا علي الماء. ولنا هنا تعليق خاطف علي سؤال النبي r وجواب ابن صياد.
فسؤال النبيr ورد بصيغة الفعل المضارع وذلك في قولهr: ما يأتيك؟
جواب ابن صياد جاء أيضا بصيغة المضرع وذلك في قوله: يأتيني.
والفعل المضارع كما هو معلوم عند أهل النحو يحتمل الحال،والاستقبال مالم تقم قرينة علي أحدهما، فهما متقاربنا لأن المنتظر يصير إلي الحال، فيصبح سؤال النبي r وقوله لابن صياد"ما يأتيك" قد احتمل ما يأتيك الآن يا ابن صياد، ولا يأتيك بعد الآن. أي اجتمع في السؤال الاحتمالان ليستبين بواطل والباطل هذا الكذاب الأشر، ويتيقن r-أن ابن صياد يستخدم الشياطين،وأن له ردء من جن يسترقون له الأخبار رجماً بالغيب،وجاءت إجابة الغلام الكاهن وقد أوحلته شرا ما استطاع منه الفكاك وتلبسته الكهانةلا
مناص، وتأكد كهانته وعدة رسول الله-r- من توه ضمن الكهان، واعتبره-r- من المتحرصين الذين يتعاطون الريب، ويتطاولون علي الغيب.
وأسفر اللقاء عن كون ابن صياد،أول المستخدمين الجن فيعصر النبوة وصار أصغر كاهن، عرفته لبرية وهذا الاستخدام استخدم فيما نهي الله عنه ورسوله.
مرورا علي فتوى بن تيمية

ولكي تكتمل الرؤية من جوانبه المختلفة، وتتم الفائدة تتحرر المسألة، نسوق قول ابن تيمية رحمه الله: ومن كان يستعمل الجن فيم نهي الله عنه ورسوله.. إلي أن قال: فهذا قد استعان بهم علي الإثم والعدوان.أ هـ([15]).
وبمطابقة كلام ابن تيمية في حرمة استعمال الجن، فيما نهي الله عنه ورسوله، ومضهاته مع حرمة استخدام ابن صياد الجن، فيما نهي الله عنه ورسوله التي أثبتاناها آنفا، وخلص أن: التشابه واحد،والتماثل معلوم، والتناسب معروف لا ينكره إلا مكابر.
وأضحت فتوي ابن تيمية بتحريم استعمال الجن فيما نهي الله عنه ورسوله شرعية، تستند إلي فعل، وقول رسول الله- r- وتأوي إلي ركن شديد.
وطفق رسول الله-r- يكشف دخيلة الكاهن الغلام، فسأله وكان سؤال الختام.
فقال:" خبأت لك خبيئاً" ولعل النبي-r- أراد انتزاع آخر نزع للشياطين ابن صياد. هذا الغمر الذي جعل من لحمه جبا، ومن عظمه وكرا، ومن عروقه خندقاً، ومن جسده مآوي للعالم الجن والشياطين لذلك أضمر r قوله تعالي" فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين" وأقر بها في قرارة نفسه، أي أن النبي r أخذ آية من سورة الدخان وأسر بها، فجعلها حبيسة صدره وخبيئة عقله، و انتهي- r – من نسجها وفرغ من حبكها في الزمن الماضي، ثم نطق الكاهنالصغير وأجاب عن سؤال البشير النذير وقال: الدخ الدخ. ورغم أن ابن الصياد استخـدم الجـن هـذه المرة، وتعـاون مع الشياطـين تلك الكــره
لمعرفة ما وقع، وحدث في الماضي، إلا أن رسول اللهr- زجرة عن إجابة السؤال الأول الذي تضمن صيغة المضارع والسؤال الثاني الذي أخذ صيغة الماضي بلفظة واحدة هي "أخسأ". وصفه لأجلهما بالكهانة.
فوسع زجر واحد إجابتين وشمل وصف واحد الحال، ولاستقبال، وماضي ما قد كان، وصار التوصيف النبوي للكهانة، من جوامع كلم رسول الله-r- جمعه في كلمة واحدة لا تتعدي ثلاثة ألفظ حيث قال:" فلن تعدو قدرك" أي لن تجاوز قيمتك التي لا تخطي الكهانة المعتدمة علي ما تأتي به الشياطين،وتلقيها عليه الجن. وبذلك حكم رسول الله-r- علي استخدام الجن للإخبار عن الحال، والاستقبال، وعن الماضي بالكهانة،وأضحي الحكم عاما علي كل من استخدم الجن، أو تعاون معه لمعرفة الماضي، والحاضر، والمستقبل، وأمسي الإخبار عن الماضي كهانة تماما كالإخبار عن الحاضر، والمستقبل.
وهكذا حرم رسول الله-r- استخدام الإنس الجن علي أية حالة وبأي صورة وتحت أي مسمي.
وابن تيمية رحمه الله يقول:" ومنهم من يستخدمهم في أمور مباحة، إما إحضار ماله، أو دلالة علي مكان فيه مال..أ هـ([16]).
ويقول فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله" وقد يتصل الإنسان بجني، فيخبره عما حدث في الأرض ولو كان بعيداً فيستخدم الجن. لكن ليس علي وجه محرم، فلا يسمي كاهنا لأن الكاهن من يخبر عن المغيبات في المستقبل.أ هـ([17]).
ومن خلال أقوال هذين العالمين الجليلين نخلص إلي أن.
استخدام الجن لمعرفة مكان الضالة، والمفقود، أو الإخبار عما وقع في الزمن الماضي: استخدام مباح في نظر الشيخين.
وهنا ينجلي الغبار عن فساد هذا الاستخدام المباح.وذاك الادعاء المزعوم ويتضح بطلانه لثلاثة أوجه.
الأول:-
وصف رسول الله-r- ابن صياد بالكهانة، عندما حاول ابن صياد كشف ما خبأه له النبي-r-، وأراد تجلية ما أسره النبي في نفسه قائلا: الدخ الدخ فأخسئه رسول الله- r- ونعت إجابته عما خبئه له في الزمن الماضي بالكهانة، وأدرج إخباره عما حدث في الماضي، والإتيان بما مضي ضمن الكهانة، وجعله من أشكالها،وأنواعها المحرمة.
ثانياً:-
الحكم بالكهانة الذي أرساه رسول الله- r- حكم عام علي كل من تعاطي الغيب. بأنواعه الثلاثة الماضي، والحاضر، والمستقبل، فمن أراد تخصيص هذا العام فليأت بدليل هذا التخصيص.
ثالثاً:-
الكاهن يدخل فيه من يخبر بأمور مستقبلة أو ماضية غابت عن الناس. وهذا التعريف هو المشهور عند أهل العلم والأكثر عليه.
وعليه قد أشكل علي فتوي استخدام الإنس الجن بما سبق تفصيله.

الخطر الثاني
الغـــلام:
" كان يبلغ رسول الله-
r- خبره([18])،وما يدعيه من الكهانة ويتعاطاه من الغيب فامتحنه-r- ليزور أمره، ويخبر به شأنه، فلما كلمه علم انه مبطل، وأنه من جملة الحرة، أو الكهنة، أو ممن يأتيه رئي من الجن أو يتعاهده شيطان، فيلقي علي لسانه بعض ما يتكلم به. فلما سمع منه قوله:الدخ الدخ قال:" إخسأ فلن تعدو قدرك". يريد أن ذلك
شيء اطلع عليه الشيطان فألقاه إليه وآجراه علي لسانه.أ هـ([19]).
هذا الكاهن المريب رغم حداثة سنه، وضآلة جسمه إلا أنه تولي قيادة خطب جليل، أمام إمام المرسلين وسد البرية أجمعين. هذا الغلام صاحب الجرم الصغير والجرم الكبير، يدعو شأنه، ويدفع حاله إلي التدبر في صغر عمره، وعظم خطره وسره.
لذلك كله رأيت أن أسأل سؤالا يهدينا الله به إلي لغز الغلام وحقيقة المرام.
أين مكمن الخطر ومربض الداء الذي دفع رسول الله، دفعا وقطع عليه، وقته، وأقلق مضاجع مهامه، وملك عليه شوارد فكره، وجاء به-r- وبذاته الشريفة علي جناح السرعة لاستطلاع أمر هذا الغلام؟
هل الخطر مرابض في ذات الغلام، وقابع في نفسه ورسمه؟ أو أن الأمر أكبر من ذلك بكثير، وأعظم بمراحل من هذا الغلام؟
لاسيما أن الغلام مازال في سن البراءة، ويعيش سذاجة الطفولة، وكأي غلام قد يعبث لسانه فيفكر، ويشط خاله فيشرك، والقلم أزال عليه لا يجري، والوزر مازال في حقه لا يسري، هكذا قال الحبيب r:" رفع القلم عن ثلاث عن النائم حتي يستيقظ وعن الصغير حتي يكبر، وعن المجنون حتي يعقل أو يفيق"([20]).
ورفع القلم عن الصغير يعقبه حتما مما يؤذيه، فلا نعنف في تصويبه، ولا زجر في تخطيئه مع مراعاة قلة تثريبه، وكيل من الأعذار، لحداثة السن، وقلة خبرته، وأسرع من بياض الميم يمر الموقف رغم ألفاظ الكفر، وكلمات الشرك التي تفوه بها الغلام. وكأن شيئا لم يحدث وبراءة الأطفال دوما أمامنا. أو ما يدعونا ذلك إلي القول: ما الفرق إذا بين ابن صياد الغلام الذي لما يبلغ الحلم. وبين باقي الغلمان الذين يعيشون بين ظهر أنينا، ويرتعون بين أدينا، وقد ينطقون بعين ما نطق به ابن صياد، ويتلفظون بنفس ما تلفظ به؟ ما الفرق بين هذا الغلام، وغلمان المسلمين في كل مكان؟ أظن الفرق صرح به المعصوم
في كلمه جامعة مانعة كافية شافية فقال: فلن تعدو قدرك". يعني: إنما أنت من إخوان الكهان. وهذا هو الفرق الجوهري والأساسي بين غلمان المسلمين قاطبة، وهذا الغلام الكاهن، عميل الشيطان الذي تحالف مع رئيسه، واستخدم الجان، وصار مصدرا خبيثا لكل فجر، وبهتان، وأضحي أخدودا لما يلقيه الشيطان، أو يلتقطه من أخبار السماء،أو ما حدث في الأرض وكان. وهكذا استخدم ابن صياد الجن، واستعمل الشيطان فتعاونوا جميعا علي الإثم والعدوان. وغدا ابن صياد أمام الناس، وراح في صورة غلام. لكنه أخفي بين ضلوعه ما لا يراه الإنسان.
غلام في مظهره، شيطان في مخبره،قد التقيا علي نهج مدروس، ودرب مخطوط، وهدف مرصود، وأمل منشود، هو قلب نظام العقيدة، وتدمير بنيان الدين، ورشق السهام في قلب الإسلام، وإشاعة الأراجيف، والأكاذيب حول رسول الله
فهل يعتقد أو يتخيل من عنده مسكه عقل، أو بقايا فهم أن هذا التخطيط المريع، يخرج من تحت عباءة غلام بريء لا علاقة له بالجن، ولا صلة له بالشيطان، أظن أن هذا الفرق هو الذي دفع رسول الله-r- وحثه حثاً ليهب منافحا عن دين الله، وينهض مدافعا عن العروة الوثقي، وما كان لصغر ابن صياد، وحداثة سنه، وزن في زجره، أو اعتبار في فضحه، أو كان ذا قيمة في التخذير منه، ومن وخيم أمره، وعسير منقلبة.
ولو كان هناك بارقة أمل في التهاون، أو التجاوز، والتسامح، مع شطحات هذا التحالف الإنسي، الشيطاني، الجني، المارق المتهوك، لكان هذا الغلام أحق، وأولي بغض الطرف عن مثالبه، وتمرير مساوئه. فوقوف النبي أمام هذا الغلام، وتعنيفه، والتغليظ عليه،والشدة معه رغم رفع القلم عنه، قد أصل وقعد للأمة الإسلامية إنسية، كانت أم جنية، دلالة واضحة وضوح الشمس في كبد النهار، علي أنه لا فرق في المساس بدين الله علي الإطلاق بين صغير،وكبير، ورجل،أو إمرأة إذا ما ثبت تورطهم، وتعاونهم، وتحالفهم مع الجن، والشياطين للطعن في دين الله تعالي.
حينئذ وجب علي الأمة الإسلامية فرادي، وجماعات أن يكونوا لهم بالمرصاد،

لو أد هذا العفن، ووقف هذا العبث، واقتلاع الفتنة من جذورها، واستئصال شأفتها قبل اندلاع لهيبها. فضلا عن تأصيل، وتقعيد الكيفية التي ستتعامل بها الأمة مع مثل هذه النائبات المفجعات، أيا ما كان متعاطيها. مادام قد فتح باب التعاون الأحمق مع الشياطين، وتباهي باستخدام الجن، وافتخر بالإستراق المهين. فوجب التشمير عن ساعد الحد، وشحذ الهم، لنسف براثن هذا التعاون، وسحق منابع هذا الاستخدام.
فكمن الخطر في الغلام- رغم أنه غلام- هو ذا التعاون اللعين، والاستخدام المتبادل الأثيم وخيوط هذا الخطر تبدأ من قرين هذا الغلام، ورئيه من الجن، والشيطان. وهو بيت القصيد، لأن القرين، أو الرئي هو الذي يمد الغلام بفتات الأخبار التي اقتنصها من قطرات الغيب. لتنسج تلك الأخبار بعد ذلك في فكر الغلام، ونطبخ في عقله فينطق بها لسانه، ويهمس بها بيانه فصار الغلام بقلبين، وأصبح له عقلان أو يزيد، عقل ما اكتمل نصابه فهو قاب قوسين أو أدني من البلوغ. وعقل شيطان ورئي من الجان ازدواجية ممقوتة وتعاون مرذول واستخدام منبوذ.
هل الغلام ممسوس؟

وزيادة في الإيضاح، والتبين الافتراضي بأن ابن صياد كان ممسوسا، واقتحم بدنه الصغير الجن، ودخل في جسده قهرا، وقسرا، وأجبره علي النطق بكلمات الكفر، وأرغمه علي التحدث بعبارات الشرك. فلو كان ذلك كذلك لتغير الحال، وتبدل القيا والقال. ولسارع رسول الله-r- لنجدة الغلام، وإغاثته وإخراج هذا الجني المعتدي من بدنه،ولو ضع يده الشريفة الحانية علي رأس الغلام. وضمه إليه بحنان الأم وعطف الأب.
ولكن موقف النبي-r-وحدته وحواره مع الغلام وشدته دل علي ما يلي:
(1) ابن صياد ما كان ممسوساً، ولم يكن مجبوراً، أو مقهوراً. وإلا لعالجه النبي-r-.
(2) ثم تعاون وتناغم بين ابن صياد، والجن، والشياطين، أديا إلي استخدام ابن صياد الجن وتعاونه مع الشياطين.
(3) واستخدام ابن صياد الجن لابد فيه من دخول الجن بدن ابن صياد.
(4) ودخول الجن بدن ابن صياد يستوجب أمورا ويتطلب أحوالا تؤتي وتتم من قبل المدخول فيه وهو ابن صياد لإرضاء الداخل وهو الجن.
(5) زجر النبي ابن صياد، وصفه إياه بالكهانة هذا يؤدي إلي القول بأن استخدام الجن حرام. والحرمة جزأين جزء متعلق ببداية الاستخدام، والجزء الآخر مرتبط بنتائجه، وتبعاته، الناجمة عن هذا الدخول. ومادام محرما استخدام الجن نهاية. فاستعماله من البداية أولي بالتحريم والله أعلم.

" حرمة الاستخدام"
مما سبق من دلائل يؤدي بنا إلي القول: إن حرمة استخدام الجن تنقسم إلي قسمين:-
القسم الأول:
متعلق ببدايات استخدام الإنس الجن، وما يترتب علي ذلك من حتمية دخول الجن بدن الإنس، وما يسبق هذا الدخول من مراسيم، وبراطيل، وتنازلات لإرضاء الجن حتي يقبل دخول بدن الإنس.
القسم الثاني:
مرتبط بنتائج هذا الاستخدام، وتبعاته النجامة عن دخول الجن بدن الإنس.
لهذا لم يعف رسول اله-r- الغلام من المسئولية رغم أنه غلام وما شفع له صغر سنه وما برأه رفع القلم عنه.
ولنغتنم هذه الفرصة لنقارن بين ابن صياد الغلام، والمرأة التي تناولنا أمرها بالتفصيل سابقا في الأثر الوارد بشأنها([21]) فلقد اجتمع ابن صياد،والمرأة في أمور نذكر منها ما يلي:

(1) ابن صياد معه رئي من الجن.وكذلك مع المرأة.
(2) ابن صياد أخبر عما أضمره النبي-r- وخبأه في الزمن الماضي، والمرأة أخبرت عن ماض أحوال أمير المؤمنين عمر- رضي الله عنه.
(3) ابن صياد رغم صغر سنه لما أخبر عما خبأه له رسول-اللهr- في الماضي، عده النبي -r- ضمن الكهان، وصفه بالكهانة.
فالمرأة التي أخبرت بأحوال أمير المؤمنين الماضية أولي وأحق بهذا الوصف. فتصبح بذلك كاهنة كاهنة لا مرد لذلك، والنبي rقال:" من أتي كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل علي محمدr"([22]).
من أجل هذا أقطع بأن ساحة الصحابي الجليل أبي موسي الأشعري- رضي الله عنه- بريئة من هذا الأثر السخيف.
فرية ورب الكعبة.. يا لها من فرية!!
كيف يتهم صحابي جليل، ويزج به في مثل هذا المنحني الوعر، والمنحدر الخطر والمخالفة الصريحة لرسول الله-r-؟!
اللهم إني أبرأ إليك من اتهامنا إياه بذلك.
وأدين إليك ببراءة سلفنا.
وأستغفر الله العظيم مما ذلك به لساننا، أو داخل الذهول قلوبنا وغلب عليه نسيانا.

([1])الغر: الأحمق.

([2]) أطم جمع آطام وهي حصون لأهل المدينة.

([3]) صحيح سنن لترمزي رقم 2249.

([4]) البخاري في الجنائز 1354، مسلم في الفتن وأشراط الساعة 2924/86.

([5])5/771 شرح النووي.

([6]) (شروح صحيح البخاري- لإبن بطال- باب كتاب الأدب 9/333) والخاسيء من الكلاب والخنازير والشياطين البعيد الذي لا يترك أن يدنو من الإنسان والخاسء المطرود(لسان العرب) وإخسا كلمة زجر واستهانه أي أسكت صاغراً ذليلاً. إنما أنت من إخوان الكهان، ومعلوم أن الأخوة إذا كانت في غير الولاده والرضاعة كانت للمشاركة والإجتماع بالفعل والمراد بالأخوة هنا المماثلة التامة في كل ما لا خير فيه من صفات السوء.

([7]) أنه يشمل كل من ادعي معرفة لغيب الماضي والحاضر والمستقبل وهذا القول هو المشهور عند أهل العلم.

([8])(شرح العقيدة الطحاوية- المسميبـ" إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ).

([9])(إعانة المستفيد من شرح كتاب التوحيد1/224 صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان).

([10])آثرنا التعبير ببياض القلب مع أنه لا يتناسب ظاهريا مع سابق الكلام لأن كل مولود يولد علي الفطرة وابن صياد في هذه القصة لما يبلغ الحلم بعد فهو فيه مخايل البراءة.

([11]) زميم الصيت.

([12]) مشهود القبح.

([13])كل ما أفزعك من صوت أو فاحشة تشاع.

([14]) وهو الحادثة من حوادث الدهر.

([15])سبق تخريجه.

([16])مجموعة الفتاوي7/79، مجموع الفتاوي13/87.

([17])القول المفيد1/251.

([18])أي خبر بن صياد.

([19])نقلا عن أخبار الدجال وابن صياد لفضيلة الشيخ مصطفي العدوي حفظه الله ص 54.

([20])صحيح ابن ماجه 2041-الإرواء 297-صحيح الجامع 3513.

([21])للتذكرة والمتابعة نعيد الأثر قال شيخ الإسلام ابن تيمية:-"وقد روي عن ابي موسي الأشعري أنه ابطأ عليه خبر عمر وكان هناك امرأة لها قرين من الجن فسأله عنه فأخبره أنه ترك عمر يسم إبل الصدقة أ هـ.

([22])صحيح الجامع رقم 5939.
__________________
المركز الشامل لعلاج السحر و الحسد و مس الجان بالقرآن وهدي السلف
العنوان : جمهورية مصر العربية - طنطا - بجوار شركة أيديال بي تك
تليفون من خارج مصر : 00201001540228 - 00201068001711
تليفون من داخل مصر : 01001540228 - 01068001711
مواعيد العمل يوم الجمعة من الساعه 9 صباحآ الى الساعة 9 مساء
المدير المسؤل: الشيخ محمد فتحي مصطفى الندار

رابط الموقع : www.el-shamel.com

Icon (3) الدليل الخامس من أدلة تحريم إستخدام الجن مدحت عاطف

Icon (3) الدليل الخامس من أدلة تحريم إستخدام الجن مدحت عاطف

الدليل الخامس
من أدلة تحريم إستخدام الجن


للشيخ الدكتور مدحت عاطف

من كتابة
لا لاستخدام الجان عذرا شيخ الإسلام

حادثة الإفك
في ليلة ليلاء ويوم أيوم احتبلت فيها حبول([1])الردي واندلعت أراجيف الهوي، وتداعت السنة الإفك، وسخائم الحنق والحقد، وهنا ولغ النفاق في عرض الحصان الرزان، الصديقة بنت الصديق- رضي الله عنهما- إفكا وبهتانا، وخيم السكون علي ربوع البيداء، وأرخي الحدث سدوله بصنوف الحزن، وأنواع الأسي ليحيي الله من حي عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة، ولما بلغ الكلام نصابه وتجسد بين يدي رسول الله- r-، وتمثل الافتراء أمامه، وقد تموه بالكذب، وتزين بالزور، فماذا عساه بأبي هو وأمي-r- أن يصنع، عاش r([2]). يتجرع الكمد-r-، ويتدثر بالقلق، والأرق، وتحضره الهموم من بين يديه ومن خلفه. جو عصيب، ورهيب ومشيب، عاني فيه-r- وقاسي أياما، وليالي بطولها، وعرضها صابرا-r- محتسبا.
وانقطاع الوحي أدي إلي تراكم الهموم، وتزاحم عظائم الأمور، حتي قالت السيدة عائشة رضي الله عنها:" وقد لبث شهراً لا يوحي إليه في شأني حكي التسهيلي أن بعض المفسرين ذكر أن المدة كانت سبعة وثلاثين يوما فألغي الكسر في هذه الرواية- وعند ابن حزم أن المدة كانت خمسين يوما أو زيد- ويجمع بأنها المدة التي كانت بين قدومهم المدينة ونزول القرآن في قصة الإفك.
وأما التقييد بالشهر فهو المدة التي أولها إتيان عائشة إلي بيت أويها حتي بلغها الخبر"أ هـ([3]).
وأياما كانت المدة فحسبنا أن رسول الله-r- وأصحابه رضي الله عنهم- قد التحفوا بجلباب الجويحتي جفاهم الكري. وبلغ السيل الزبي والرسول-r- علي أحرمن الجمر، ينتظر فرج الله- عز وجل- بالوحي، لتجلية حقيقة هذا الأمر
فماذا إذا يريد رسول الله-
r- من الله سبحانه وتعالي؟
يبغي رسول الله-
r-، أن يظهر الله الحق الذي عز عليهم معرفته، وبعد عن علمهم تجليته.
يرجو رسول الله-
r- أن يعلمه الله- سبحانه وتعلي-، ويخبره بالغيب الذي لا يعلمه أحد إلا الله عز وجل
قال تعالي:" عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا"([4])... الآية" وقال سبحانه وتعالي:" وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ.. الآية"([5]).

وقال عز وجل:" قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ.."([6])

هذا الغيب الذي حجب عن رسول الله-r-، وبغيابه قامت دنيا القيل والقال.وما قعدت علي أشرف، وأنقي وأطهر عرض.
والغيب هنا المنتظر من الوحي، هو الإخبار بحقيقة ما حدث للسيدة عائشة- رضي الله عنها- بعدما فقدت عقدها، فحسبها ابتغاؤه في فلاة لا داعي فيها، ولا مجيب حتي يسر الله لها الصحابي الجليل، صفوان بن المعطل- رضي الله عنه.
ومن هنا بدأ نسيج الشيطان يحاك بليل، فالغيب الذي سيخبر به الوحي رسول اله-
r-، ما هو إلا آيات قرآنية تتناول حادثة الإفك. وتتحدث عن براءة السيدة عائشة- رضي اله عنها، العفيفة الشريفة الصديقة بنت الصديق- رضي الله عنهما-،
لما تخلف عن الركب، وصار صفوان لها دليلا. هذا هو الغيب الذي غاب عن رسول الله
r، وعن أصحابه رضي الله عنهم. واستمر هذا الحدث لأكثر من شهر. كما أسلفنا أي أنه غيب تمت فصوله، وانتهت بصماته في الزمان الماضي.
وفضيلة الشيخ بن عثيمين- رحمه الله- يقول:" وقد يتصل الإنسان بجنبي، فيخبره عما حدث في الأرض، ولو كان بعيدا فيستخدم الجن. لكن ليس علي وجه محرم فلا يسمي كاهنا، لأن الكاهن من يخبر عن المغيبات في المستقبل"([7]).
سبحان الله- الرسول-r-، معه أصحابه من الإنس العدول الثقاب، وله أيضا من الجن أصحاب عدول ثقات فكما استشار أصحابه من الإنس بشأن السيدة عائشة – رضي الله عنها- فلماذا لم يستشر أصحابه من الجن، ويطلب منهم إخباره عما حدث في أرض الصحراء، منذ أكثر من شهر، علي حد قول فضيلة الشيخ ابن عثيمين؟!
واستخدام الرسول-r- الجن في هذا المأزق الحرج، أيسر، وأسرع، وأسهل، خصوصا بعد انقطاع الوحي هذه المدة الطويلة.
أوما كانت هناك ضرورة شرعية توجب الأخذ بها، حتي يتجاوز الرسول-r- هو، وأصحابه هذا الحدث الفظيه، ويتخطي هذا الموقف الشنيع. أليست الضرورات تبيح المحذورات. فلماذا أحجم النبي-r-، عن استخدام الجن مع شدة الحاجة إليه؟ولم يطلب من الجن إخباره عما حدث في الأرض، ولو كان بعيدا علي حد قول الشيخ ابن عثيمين أوما كادت المحنة تعصف بالصف المسلم، وتزعزع وشائج الألفة، وتزلزل أواصر المودة، وروابط المحبة بين المسلمين. أو ما كانت عقبة كنوداً، أوشكت أن تعكر صفو النفوس، وتحطم جو الاتحاد، والوئام حتي غدا القتال بين المسلمين قاب قوسين أو أدني أو ما كانت هناك ضرورة تفوق حقن دماء المسلمين، وقطع ألسنة الأفاكين.
ألم تكن المفاسد التي أدمت قلوب المسلمين أعظم خطراً، وأفدح خسارة من مفسدة سؤال الجن عما حدث في الماضي. هذه الضرورات الملحة التي تفرض الرخص، وترفع الحرج، وتبيح استخدام الجن، وتجيز سؤال عما حدث في الماضي البعيد الذي مر عليه أكثر من شهر. وسؤال الجن في مثل هذه الملمات، والمآزق أسهل، وأيسر وأسرع من

طول الانتظار، الذي مر علي رسول الله-r-، وأصحابه أثقل من جل أحد.
فيا دعاة الاستخدام: إذا كان هذا حال رسول الله-r- مع قضية استخدام الجن، واستعماله ساعة المحنة، لحظات العسرة،وأوقات الحرج، والضيق، والحزن العميق،
أظن أنه بهذا السلوك النبوي-r-، وفي هذا الموقف المأسوي أصل-r- قاعدة، وقعد تأصيلا، وأبان حكما، هذا الحكم محق به-r- وأباد بالكلية أية بادرة أمل في استخدام الجن، واستعماله والتعاون معه في الحال، أو الاستقبال بأي صورة.
فإن رسول-r- لم يستخدم الجن مع قدرته علي ذلك، وشدة حاجته إلي ذلك، فهو النبي المصطفيr الذي كلم الجن، وكلموه وجالسهم، وجالسوه وعلمهم وسمعوه.
ولو أنه-r-، أشار لأصحابه من الجن بإصبعه للبوا مسرعين في الحال مذعنين.ومع ذلك كله ما فكر في استخدام الجن. مع العلم أن الجن الذي سيستخدمه مقطوع بإيمانه، موثوق في إسلامه، وإحسانه، مشهود بعدالته، وصلاحه وثقته، فقد زكاة القرآن والسنة، والإجماع، والمعقول. كما مضي رغم ذلك لم يسن لنا رسول الله- r-استخدم الجن، ولم يشرع استعماله، أو التعاون معه لا في وقت المحنة والشدة، والضرورة ولا في غيرها من باب أولي.
ففعل رسول اللهr قد عكر علي فتوي الاستخدام، وأشكل علي دعاة الاستعمال فضلا عنانه-r- هو الأولي بالإتباع وفضيلة الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله تعالي-، يجيز استخدام الجن، واستعماله، تقليدا لسلفه الشيخ ابن تيمية- رحمه الله تعالي-، وانتصارا لفتواه. ويبيح سؤاله عما حدث في الأرض.
ورغم أن الشيخ ابن عثيمين،وشيوخ الأرض مجتمعة، أو متفرقة في الماضي،أو الحاضر، والمستقبل لا تعلم، ولنتعلم ولا تستطيع، ولن تستطيع الجزم، أو القطع بهوية

الجن المستخدم، وأحواله مسلم هو أوكافر، أصالح أو طالح، مخادع أو ماكر، خبيث أو طيب، ثقة أوعدل.
فكل هذه الأحوال والأوضاع غيبية، والخوض فيها يفتقر إلي نصوص شرعية، لا يجرؤ عليها أحد إلا بنص، ولا نص فيما أعلم مع أرباب فتوي الاستخدام، ولا مع من شايعها وانتصر لها، والله أعلم.
فأين العقل؟ بل أين العاقل الذي يقبل ثم يقبل علي استخدام جن، مجهول الثقة، مبهم الهوية لا تعرف دياثة، ولا يهتدي إلي عدالته؟!
وإن جاز لنا وافترضنا المحال، وتجاوزنا سلم عدالة الجن المستخدم، وإشكالات إيمانية وإسلامه، وتأكد لدينا يقينا لا يعتريه شك، ولا داخله ريب أن هذا الجن الذي سنقوم باستخدامه،واستعماله، والتعاون معه،جني مؤمن صالح، عدل، ثقة، وتوافرت فيه كل موجبات الأمن،والأمان.
أما لنا في رسول الله-r- قدوة وأسوة قال تعالي" وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا الآية"( أما يوجب علينا الإيمان إتباع رسول-r-، فانه صلي-الله عليه وسلم- مع ثبوت إيمان الجن، وعدالته وصحبته، وصلاحه ثبوتا قطعي الدلالة.
ومع ذلك ما شفع هذا كله للجن حتي يستخدمه رسول الله-r- بأي صورة من صور الاستخدام، وتحت أي مسمي، أو ظرف،وأحجم رسول الله-r- وتوقف عن استخدام الجن، وامتنعr عن استعماله، وضرب r صفحا عن التعاون معه.
فهلا اقتدينا واتبعنا!!!

(
[1])الحبل: الداهية وجمعه حبول.

([2])(نقلا من السيرة النبوية من فتح البري ج2-ص 68).

([3])(نقلا من السيرة النبوية من فتح الباريج2-ص68).

([4])سورة الجن رقم 26.

([5])سورة الأنعام الآية رقم 59.

([6])سورة النمل الآية رقم 65.

([7])سبق تخريجه.

([8])سورة الحشر الآية رقم7.
__________________
المركز الشامل لعلاج السحر و الحسد و مس الجان بالقرآن وهدي السلف
العنوان : جمهورية مصر العربية - طنطا - بجوار شركة أيديال بي تك
تليفون من خارج مصر : 00201001540228 - 00201068001711
تليفون من داخل مصر : 01001540228 - 01068001711
مواعيد العمل يوم الجمعة من الساعه 9 صباحآ الى الساعة 9 مساء
المدير المسؤل: الشيخ محمد فتحي مصطفى الندار

رابط الموقع : www.el-shamel.com

Q17 الدليل السادس من أدلة تحريم إستخدام الجن مدحت عاطف من كتاب لا لاستحدام الجان عذرا شيح الإسلام الدليل السادس من أدلة تحريم إستخدام الجن للشيخ الدكتور مدحت عاطف من كتاب لا لاستحدام الجان عذرا شيح الإسلام المفتنون المأفوك استخدام الإنس الجن كالممهورة بإحدي خدمتيها([1])، لأن الاستخدام رهين دخول الجن بدن الإنس، وذلك علي الوجه الذي سبق تفصيله. وهذا الدخول يعد الدعامة الأساسية في قضية الاستخدام، ويعتبر الوطائد([2])الأولية لهذا الاستعمال، وهو القاعدة التي يقوم عليها، وتنهض بها أركانه. فإن تأبي علي الدخول وامتنع، تلاشي لأجله الاستخدام، واستحال في إثره التعاون بين الإنس والجان، واضمحلت في عقبه جميع صور الاستخدام، وأنواعها علاوة علي ذلك، فإن الدخول نفسه يسبقه مراسيم، ومضامين([3])، ومفاوضات، وتنازلات تتم، ومواثيق تبرم بين الداخل وهو الجن، والمدخول فيه وهو الإنس. هذه المنظومة السابقة علي عملية الدخول يقوم بها، ويباشر بنودها كلا الطرفين الإنس،والجن بطيب خاطر وكامل، وعي، وإدراك وإرادة حرة. وريثما تتم هذه المقدمات القذرة السابقة لعملية الدخول والاستخدام، يقتحم الجن بدن الإنسان، ويسكن جسده ويستقر في جوفه، وبطنه، وشحمه، ولحمه، وعروقه، والدماء وكأني بالجني بعد أن تم له المراد، وجعل من البدن متكئا ومهادا، صاح بالأصالة عن نفسه، والنيابة عن الجن الكافر، والشياطين بأنفذ صوت. مهددا، متوعدا صاحب البدن- الذي صيره له سكنا- خاصة، والمسلمين عامة، يقول: والله لأبغضنك لذيذ الحياة، ولأحببن إليك كريه الممات، حتي تذوق وبال أمرك، فتعذر حين لا تقبل المعذرة، وتستقيل حين لا تقال العثرة. وهنا اتقدت الملحمة([4])، واحتدمت([5]) الهيجاء([6])، وتبدلت البسمات حسرات، وانبجست الصواعق من دياجير العواصف باستفهامات عدة، واستفسارات جادة، يحار في الإجابة عنها الأريب، ويتورع البت فيها الأريب، أسئلة تتسول الإجابة علي موائد العقلاء، لاسيما بعد تمام، وكمال عملية دخول الجن المستعمل بدن الإنس المستعمل. وهي من المسيطر علي من؟ هل المسيطر الجن المستخدم أو الإنس المستخدم؟ من القائد والمقود؟ من الحاكم ومن المحكوم؟ هكذا تتوارد إشكالات، وتتولد مشكلات. مجاهيل بلغ السيل منها الزبي، وصعبت مراميها، ومراكبها، وصار وبال ذلك كله وروادفه جاثما علي العقول، والقلوب والأعراض. وحتي يأخذ كل مسلم، ومسلمة من ذلك الأمر أهبته، وعدته من باب السعيد من وعظ بغيره. ويفطن كل هواة الاستخدام ومحترفيه إلي عار، وخيبة، وبوار التعامل مع الجن، الذي ينخر في عظام الإنسان من خلال وطيس([7]) الاستخدام، وويلاته، ويبعث بشحمه، ويلعب بلحمه، ويفسد دمه، ويهلك عروقه. وها أنذا أسوق لهؤلاء، وأولئك عبارات تمثل أجلي البديهات، وأوضح الضروريات، نطالعها ونحن منها قاب قوسين أو أدني، لنعاين مشاهدها بعدما ارتفعت وتيريتها، وزادت حدتها وهي تستأصل شأفة كرامة، ورجولة مستخدمي الجن، وتقتلع جذور الغيرة، وبذور الشهامة، من أرقة وأزقة مستعملي الجن. بأي شكل كان هذا الاستعمال. ومن هذه العبارات: أولاً:- يقول شيخ الإسلام: وإن الجني يتكلم علي لسان الإنسان، كما قد عرف ذلك الخاصة والعامة، وعرفه علماء الأمة وأئمتها أهـ([8]). ثانيا:- ويقول رحمه الله: ومنهم من يري في منامه أن بعض الأكابر: إما الصديق- رضي الله عنه- أو غيره قد قص شعره، أوحلقه أو ألبسه طاقية،أو وثوب فيصبح وعلي رأسه طاقية، وشعره محلوق أو مقصر، وإنها الجن قد حلقوا شعرهأو قصروه.أهـ([9]). ثالثاً: قال ابن تيمية: مثل من يدخل النار بحال شيطاني، أو يحضر سماع المكاء، والتصدية فتتنزل عليه الشياطين،وتتكلم علي لسانه كلاما لا يعلم،وربما لا يفقه، وربما كاشف بعض الحاضرين بما في قلبه، وربما تكلم بألسنة مختلفة كما يتكلم الجن علي لسان المصروع، والإنسان الذي حصل له الحال لا يدري بذلك أهـ([10])". رابعا:- يقول ابن تيمية رحمة الله." قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي إن قوما يزعمون أن الجن لا يدخل بدن الإنس. فقال: يا بني يكذبون هو ذا يتكلم علم لسانه([11]). خامسا: يقول ابن تيمية:" ومن هؤلاء من تحمله الشياطين، فتطير به في الهواء، ومنهم من يرقص في الهواء ومنهم من يلبسه الشيطان، فلا يحس بالضرب ولا بالنار إذا ألقي فيها"([12]). سادسا: يقول ابن تيمية:" هؤلاء قد لا يتعمدون الكذب، لكن يخيل لهم أشياء تكون في نفوسهم، ويظنونها في الخارج، وأشياء يرونها تكون موجودة في الخارج، لكن يظنونها من كرامات الصالحين، وتكون من تلبيسات الشياطين" وهنا أسفرت عبارات ابن تيمية، وانجلت كلماته عن أسوأ مرحلة في حياة مستخدمي الجن، وأشأم حقبة في عمر مستعمليه علي وجه الإطلاق، والعموم فبعد أن نخس الجن الإنسان ودخل فيه، وعلي جناح السرة توجه الجني تلقاء أحشائه، فبالة جوفه ثم لوي والتوي، وتواري وارتمي بين أحضان نبضات قلبه، وخلجات نفسه، وفي التو واللحظة سقط العقل وما حوي، والجسم وما أحتوي بوتقة للجن، أوقد تحتها وأشعل حولها نار الشيطان. وبدأت أولي درجات الاستهانة، والامتهان، ومع بزوغ أول فصول الملحمة المأساوية يفصح شيخ الإسلام، ويصرح بسيطرة الجن المستخدم علي لسان الإنس المستخدم، والنطق به والتحدث من خلاله مع الرائح والغادي. فما ردعه أو منعه الإنسان، وما استطاع إلي ذلك سبيلا.والأمر من ذلك انه ما شعر، وما دري أصلا بكلام الجن علي لسانه. فيا خيبة الاستخدام، ويا حسرة المستخدمين ! أين هو استخدام الإنس الجن الذي تزعمون؟!! وتتوالي المشاهد وتتلاحق المتاعب، والمصائب ويستطرد ابن تيمية في إبراز قدرات الجن، الذي يستخدمه الإنس، ويشرع الجني في استعراض عضلاته، وقوته فيلقي بمستخدمه في النار، ولم ينس أن يعطل مراكز الإحساس في جسمه، مما افقده الشعور عامة. فلا نار تلسعه ولا ضرب يوجعه، وإمعانا في إظهار القوي، ومبالغة في استعراض القدرات. ما اكتفي الجن، وما شبع بما قدمه من مهارات، ما بين تحكم في لسان الإنس وإحساسه،وإذا هو يقتحم علي مستخدمه سراديب أحلامه، يجوب فيها حتي يريه في منامه، وقد ألبسه ثوبا وقص شعره، ويستيقظ الإنس المستخدم الجن، قد تحس رأسه فوجد الشعر محلوقا، وبثوب علي جسده ملبوسا، كل هذا وذاك يحدث ويقع، والإنس المستخدم الجن هناك حيث لا هناك سمع ولا بصر ولا شعور أو إحساس. وعجبا لمن أصيب بعقله وعقله مه!!! جن قد أقدره الله تعالي علي الدخول في بدن الإنسان، واحتلال موارده ونهب ثرواته، والتحكم في المهام، وإمساك الزمام فانصاعت له الأعضاء، وخضعت لسلطانه الحواس. استخدم الجن أعضاء الإنس، واستعمل حواسه استعملا ماديا ملموسا، واستخداما حقيقيا محسوسا لا ريب فيه ولا شبهة تحتويه. وتضطرب مجريات هذا الإنسان، ويتزعزع كيانه فكلامه ليس بكلامه، وشعوره عبثا إن قالوا شعوره، ونظراته أبدا لن تكون عيونه، هذا كله والإنس في عالم، ولجه مخدوعا، ودخله موهوما، بكامل، وجل سعيه، عالم الدنو منه بعيداً عن كتاب الله محرقة والاقتراب منه بمعزل عن هدي رسول الله r مهلكة. لذلك أصرخ مرات،وأصيح كرات، وأقول بحسرات: يا قوم من أولي بهذا الاستخدام وأحق بهذا التوصيف؟ الجن المستخدم الذي تحكم في اللسان، وتمكن من الإحساس والشعور واللبان. أم الإنس المستخدم الذي رغم أنفه، واستسلم منقادا مكتوف النفس والنفس، لسلطان الجن الذي بداخله وسيطرته. مستكينا له حتي سلبه لسانه، وعينه، وشعوره، وإحساسه. فمن إذا المستخدم من؟! من المتحكم في الأعضاء، المتمكن من الحواس والشعور؟ فمن إذا المستخدم من؟؟ نريد عقول رشد، ورشاد عقل -أخشي أن تكون ديوثا- بعد أن تيقن لدينا، وتأكد عندنا أن الجن قد أقدرها لله- تعالي- علي الكلام، بلسان الإنسان، ومكنه سبحانه وتعالي، من الإبصار بعين الآدمي، وحكمه الله عز وجل في عور الإنس، واحتلال أحاسيسه، حتي صار الإنسان مع صاحبه، وقرينه الجان لا يسمع لا يري لا يحس إلا فتات ما يقع من جعبة الشيطان. وإن كانت هذه السيطرة لها أحوال مخصوصة، وأطوار مصفوفة ولكن احتمالية حدوث هذه السيطرة في أي وقت، وفي كل حين وارده وقائمة، وهذه أمور شهدت بصحتها التجربة، وأيده شاهد النقل، والعقل، وتناصرت عليها أدلة الطبع والسمع وكلام الجني مع زوجة المستخدم الجن بلسان زوجها وارد ومتوقع، وكذا باقي التعاملات الزوجية محتمل ومترقب وهذه أمور لا تنازعها الشكوك، أو تجاذبها الظنون وداهية الدواهي أن الإنس المستخدم الجن، يخفي بين جنبيه رجلا من الجن قال الله تعالي:" وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا"(سورة الجن:6) هذا الجن الذي أرخيتم نانه، وخليتم له بين أضلعكم مكانا، يملك ما يملكه رجال الإنس، ويهوي ما يهونه، فهو رجل بكل ما تحمل الكلمة من مبني، وتحوي من مغزي، وتعني من معني، فإذا انقلبتم إلي أهليكم انقلب معكم، وإذا جالستوهم جلس معكم، فإذا ما خلعت الزوجة خمارها، وطرحت ثيابها. في هذه الحالة الشديدة الخطورة، والحرج، ما الرادع يا أصحاب الاستخدام الذي يحول بين الجن، والنظر إلي ما أحببتم النظر إليه ؟! فيشاهده الجن وأنتم لا تبصرون ثم ما موجبات القوة لديكم فيصده حتي لا يشعر بما شغفتم الشعور به؟!! فيحسه الجني، وأنتم لا تشعرون، بل أروني سياطكم التي تلهبون الجن بها ضربا، إن أردتم النطق بما تهوي الأنفس فتلكم الجن وأنتم لا تنطقون واختصاراً إن أراد هذا القرين الماثل بداخلكم التعامل مع زوجتك، ورفع عن كاهلك مغبة تكبد المتعب، وتجشم المشاق، وقام بدورك من غسق الليل إلي طلوع الفجر، ما المانع وما المحيل أن لملم يكن علي الاستحالة دليل. وآه ثم آه ثم آه.. يا حمرة الخجل أسعفينا!! وآه للابس شعار الطرد([13]) وما يشعر به، وأسفا لمضروب ما يحس صوت الشوط([14]). ([1])يض رب مثلا في الحمق، وأصله أن امرأة روادها رجل عن نفسها، فأبت إلا أن يمهرها، فنزع أحد خلخالها وأعطاها إياه، فرضيت وأمكنته من نفسها، فتمثلت بها العرب في الحمق، والخدمة: الخلخال. ([2])الوطائد: الركائز. ([3])مضامين: محتوي. ([4])القتال. ([5])اشتدت ([6])الحرب. ([7])الوطيس: التنور. ([8])النبوات1/123. [9] مجموعة الفتاوي 6/160- مجموع الفتاوي 11/289. ([10])الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان. ([11])مجموع الفتاوي19/12. ([12])الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان1/69 حققه وعلق عليه علي بن نايف الشحود باب الفرق بين المعجزة والكرامة والكهانة(3) مجموع الفتاوي 6/136. ([13]) الطرد: الصيد. ([14])الجري مرة إلي الغاية __________________ المركز الشامل لعلاج السحر و الحسد و مس الجان بالقرآن وهدي السلف العنوان : جمهورية مصر العربية - طنطا - بجوار شركة أيديال بي تك تليفون من خارج مصر : 00201001540228 - 00201068001711 تليفون من داخل مصر : 01001540228 - 01068001711 مواعيد العمل يوم الجمعة من الساعه 9 صباحآ الى الساعة 9 مساء المدير المسؤل: الشيخ محمد فتحي مصطفى الندار رابط الموقع : www.el-shamel.com

Q17 الدليل السادس من أدلة تحريم إستخدام الجن مدحت عاطف من كتاب لا لاستحدام الجان عذرا شيح الإسلام

الدليل السادس
من أدلة تحريم إستخدام الجن

للشيخ الدكتور مدحت عاطف
من كتاب
لا لاستحدام الجان عذرا شيح الإسلام

المفتنون المأفوك
استخدام الإنس الجن كالممهورة بإحدي خدمتيها([1])، لأن الاستخدام رهين دخول الجن بدن الإنس، وذلك علي الوجه الذي سبق تفصيله.
وهذا الدخول يعد الدعامة الأساسية في قضية الاستخدام، ويعتبر الوطائد([2])الأولية لهذا الاستعمال، وهو القاعدة التي يقوم عليها، وتنهض بها أركانه.
فإن تأبي علي الدخول وامتنع، تلاشي لأجله الاستخدام، واستحال في إثره التعاون بين الإنس والجان، واضمحلت في عقبه جميع صور الاستخدام، وأنواعها علاوة علي ذلك، فإن الدخول نفسه يسبقه مراسيم، ومضامين([3])، ومفاوضات، وتنازلات تتم، ومواثيق تبرم بين الداخل وهو الجن، والمدخول فيه وهو الإنس. هذه المنظومة السابقة علي عملية الدخول يقوم بها، ويباشر بنودها كلا الطرفين الإنس،والجن بطيب خاطر وكامل، وعي، وإدراك وإرادة حرة. وريثما تتم هذه المقدمات القذرة السابقة لعملية الدخول والاستخدام، يقتحم الجن بدن الإنسان، ويسكن جسده ويستقر في جوفه، وبطنه، وشحمه، ولحمه، وعروقه، والدماء وكأني بالجني بعد أن تم له المراد، وجعل من البدن متكئا ومهادا، صاح بالأصالة عن نفسه، والنيابة عن الجن الكافر، والشياطين بأنفذ صوت. مهددا، متوعدا صاحب البدن- الذي صيره له سكنا- خاصة، والمسلمين عامة، يقول: والله لأبغضنك لذيذ الحياة، ولأحببن إليك كريه الممات، حتي تذوق وبال أمرك، فتعذر حين لا تقبل المعذرة، وتستقيل حين لا تقال العثرة. وهنا اتقدت الملحمة([4])، واحتدمت([5]) الهيجاء([6])، وتبدلت البسمات حسرات، وانبجست الصواعق من دياجير العواصف باستفهامات عدة، واستفسارات جادة، يحار في الإجابة عنها الأريب، ويتورع البت فيها الأريب، أسئلة تتسول الإجابة علي موائد العقلاء، لاسيما بعد تمام، وكمال عملية دخول الجن المستعمل بدن الإنس المستعمل.
وهي من المسيطر علي من؟
هل المسيطر الجن المستخدم أو الإنس المستخدم؟
من القائد والمقود؟ من الحاكم ومن المحكوم؟
هكذا تتوارد إشكالات، وتتولد مشكلات.
مجاهيل بلغ السيل منها الزبي، وصعبت مراميها، ومراكبها، وصار وبال ذلك كله وروادفه جاثما علي العقول، والقلوب والأعراض.
وحتي يأخذ كل مسلم، ومسلمة من ذلك الأمر أهبته، وعدته من باب السعيد من وعظ بغيره.
ويفطن كل هواة الاستخدام ومحترفيه إلي عار، وخيبة، وبوار التعامل مع الجن، الذي ينخر في عظام الإنسان من خلال وطيس([7]) الاستخدام، وويلاته، ويبعث بشحمه، ويلعب بلحمه، ويفسد دمه، ويهلك عروقه.
وها أنذا أسوق لهؤلاء، وأولئك عبارات تمثل أجلي البديهات، وأوضح الضروريات، نطالعها ونحن منها قاب قوسين أو أدني، لنعاين مشاهدها بعدما ارتفعت وتيريتها، وزادت حدتها وهي تستأصل شأفة كرامة، ورجولة مستخدمي الجن، وتقتلع جذور الغيرة، وبذور الشهامة، من أرقة وأزقة مستعملي الجن. بأي شكل كان هذا الاستعمال.
ومن هذه العبارات:
أولاً:- يقول شيخ الإسلام: وإن الجني يتكلم علي لسان الإنسان، كما قد عرف ذلك الخاصة والعامة، وعرفه علماء الأمة وأئمتها أهـ([8]).
ثانيا:- ويقول رحمه الله: ومنهم من يري في منامه أن بعض الأكابر: إما الصديق- رضي الله عنه- أو غيره قد قص شعره، أوحلقه أو ألبسه طاقية،أو وثوب فيصبح وعلي رأسه طاقية، وشعره محلوق أو مقصر، وإنها الجن قد حلقوا شعرهأو قصروه.أهـ([9]).
ثالثاً: قال ابن تيمية: مثل من يدخل النار بحال شيطاني، أو يحضر سماع المكاء، والتصدية فتتنزل عليه الشياطين،وتتكلم علي لسانه كلاما لا يعلم،وربما لا يفقه، وربما كاشف بعض الحاضرين بما في قلبه، وربما تكلم بألسنة مختلفة كما يتكلم الجن علي لسان المصروع، والإنسان الذي حصل له الحال لا يدري بذلك أهـ([10])".
رابعا:- يقول ابن تيمية رحمة الله." قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي إن قوما يزعمون أن الجن لا يدخل بدن الإنس. فقال: يا بني يكذبون هو ذا يتكلم علم لسانه([11]).
خامسا: يقول ابن تيمية:" ومن هؤلاء من تحمله الشياطين، فتطير به في الهواء، ومنهم من يرقص في الهواء ومنهم من يلبسه الشيطان، فلا يحس بالضرب ولا بالنار إذا ألقي فيها"([12]).
سادسا: يقول ابن تيمية:" هؤلاء قد لا يتعمدون الكذب، لكن يخيل لهم أشياء تكون في نفوسهم، ويظنونها في الخارج، وأشياء يرونها تكون موجودة في الخارج، لكن يظنونها من كرامات الصالحين، وتكون من تلبيسات الشياطين"
وهنا أسفرت عبارات ابن تيمية، وانجلت كلماته عن أسوأ مرحلة في حياة مستخدمي الجن، وأشأم حقبة في عمر مستعمليه علي وجه الإطلاق، والعموم فبعد أن نخس الجن الإنسان ودخل فيه، وعلي جناح السرة توجه الجني تلقاء أحشائه، فبالة جوفه ثم لوي والتوي، وتواري وارتمي بين أحضان نبضات قلبه، وخلجات نفسه، وفي التو واللحظة سقط العقل وما حوي، والجسم وما أحتوي بوتقة للجن، أوقد تحتها وأشعل حولها نار الشيطان.

وبدأت أولي درجات الاستهانة، والامتهان، ومع بزوغ أول فصول الملحمة المأساوية يفصح شيخ الإسلام، ويصرح بسيطرة الجن المستخدم علي لسان الإنس المستخدم، والنطق به والتحدث من خلاله مع الرائح والغادي.

فما ردعه أو منعه الإنسان، وما استطاع إلي ذلك سبيلا.والأمر من ذلك انه ما شعر، وما دري أصلا بكلام الجن علي لسانه. فيا خيبة الاستخدام، ويا حسرة المستخدمين ! أين هو استخدام الإنس الجن الذي تزعمون؟!!
وتتوالي المشاهد وتتلاحق المتاعب، والمصائب ويستطرد ابن تيمية في إبراز قدرات الجن، الذي يستخدمه الإنس، ويشرع الجني في استعراض عضلاته، وقوته فيلقي بمستخدمه في النار، ولم ينس أن يعطل مراكز الإحساس في جسمه، مما افقده الشعور عامة.

فلا نار تلسعه ولا ضرب يوجعه، وإمعانا في إظهار القوي، ومبالغة في استعراض القدرات. ما اكتفي الجن، وما شبع بما قدمه من مهارات، ما بين تحكم في لسان الإنس وإحساسه،وإذا هو يقتحم علي مستخدمه سراديب أحلامه، يجوب فيها حتي يريه في منامه، وقد ألبسه ثوبا وقص شعره، ويستيقظ الإنس المستخدم الجن، قد تحس رأسه فوجد الشعر محلوقا، وبثوب علي جسده ملبوسا، كل هذا وذاك يحدث ويقع، والإنس المستخدم الجن هناك حيث لا هناك سمع ولا بصر ولا شعور أو إحساس.
وعجبا لمن أصيب بعقله وعقله مه!!!
جن قد أقدره الله تعالي علي الدخول في بدن الإنسان، واحتلال موارده ونهب ثرواته، والتحكم في المهام، وإمساك الزمام فانصاعت له الأعضاء، وخضعت لسلطانه الحواس. استخدم الجن أعضاء الإنس، واستعمل حواسه استعملا ماديا ملموسا، واستخداما حقيقيا محسوسا لا ريب فيه ولا شبهة تحتويه.
وتضطرب مجريات هذا الإنسان، ويتزعزع كيانه فكلامه ليس بكلامه، وشعوره عبثا إن قالوا شعوره، ونظراته أبدا لن تكون عيونه، هذا كله والإنس في عالم، ولجه مخدوعا، ودخله موهوما، بكامل، وجل سعيه، عالم الدنو منه بعيداً عن كتاب الله محرقة والاقتراب منه بمعزل عن هدي رسول الله r مهلكة.
لذلك أصرخ مرات،وأصيح كرات، وأقول بحسرات: يا قوم
من أولي بهذا الاستخدام وأحق بهذا التوصيف؟ الجن المستخدم الذي تحكم في اللسان، وتمكن من الإحساس والشعور واللبان. أم الإنس المستخدم الذي رغم أنفه، واستسلم منقادا مكتوف النفس والنفس، لسلطان الجن الذي بداخله وسيطرته. مستكينا له حتي سلبه لسانه، وعينه، وشعوره، وإحساسه.
فمن إذا المستخدم من؟!
من المتحكم في الأعضاء، المتمكن من الحواس والشعور؟
فمن إذا المستخدم من؟؟
نريد عقول رشد، ورشاد عقل
-أخشي أن تكون ديوثا-

بعد أن تيقن لدينا، وتأكد عندنا أن الجن قد أقدرها لله- تعالي- علي الكلام، بلسان الإنسان، ومكنه سبحانه وتعالي، من الإبصار بعين الآدمي، وحكمه الله عز وجل في عور الإنس، واحتلال أحاسيسه، حتي صار الإنسان مع صاحبه، وقرينه الجان لا يسمع لا يري لا يحس إلا فتات ما يقع من جعبة الشيطان. وإن كانت هذه السيطرة لها أحوال مخصوصة، وأطوار مصفوفة ولكن احتمالية حدوث هذه السيطرة في أي وقت، وفي كل حين وارده وقائمة، وهذه أمور شهدت بصحتها التجربة، وأيده شاهد النقل، والعقل، وتناصرت عليها أدلة الطبع والسمع وكلام الجني مع زوجة المستخدم الجن بلسان زوجها وارد ومتوقع، وكذا باقي التعاملات الزوجية محتمل ومترقب وهذه أمور لا تنازعها الشكوك، أو تجاذبها الظنون وداهية الدواهي أن الإنس المستخدم الجن، يخفي بين جنبيه رجلا من الجن قال الله تعالي:" وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا"(سورة الجن:6) هذا الجن الذي أرخيتم نانه، وخليتم له بين أضلعكم مكانا، يملك ما يملكه رجال الإنس، ويهوي ما يهونه، فهو رجل بكل ما تحمل الكلمة من مبني، وتحوي من مغزي، وتعني من معني، فإذا انقلبتم إلي أهليكم انقلب معكم، وإذا جالستوهم جلس معكم، فإذا ما خلعت الزوجة خمارها، وطرحت ثيابها. في هذه الحالة الشديدة الخطورة، والحرج، ما الرادع يا أصحاب الاستخدام الذي يحول بين الجن، والنظر إلي ما أحببتم النظر إليه ؟! فيشاهده الجن وأنتم لا تبصرون ثم ما موجبات القوة لديكم فيصده حتي لا يشعر بما شغفتم الشعور به؟!! فيحسه الجني، وأنتم لا تشعرون، بل أروني سياطكم التي تلهبون الجن بها ضربا، إن أردتم النطق بما تهوي الأنفس فتلكم الجن وأنتم لا تنطقون واختصاراً إن أراد هذا القرين الماثل بداخلكم التعامل مع زوجتك، ورفع عن كاهلك مغبة تكبد المتعب، وتجشم المشاق، وقام بدورك من غسق الليل إلي طلوع الفجر، ما المانع وما المحيل أن لملم يكن علي الاستحالة دليل.
وآه ثم آه ثم آه.. يا حمرة الخجل أسعفينا!!
وآه للابس شعار الطرد([13]) وما يشعر به، وأسفا لمضروب ما يحس صوت الشوط([14]).










([1])يض رب مثلا في الحمق، وأصله أن امرأة روادها رجل عن نفسها، فأبت إلا أن يمهرها، فنزع أحد خلخالها وأعطاها إياه، فرضيت وأمكنته من نفسها، فتمثلت بها العرب في الحمق، والخدمة: الخلخال.

([2])الوطائد: الركائز.

([3])مضامين: محتوي.

([4])القتال.

([5])اشتدت

([6])الحرب.

([7])الوطيس: التنور.

([8])النبوات1/123.

[9] مجموعة الفتاوي 6/160- مجموع الفتاوي 11/289.

([10])الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.

([11])مجموع الفتاوي19/12.

([12])الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان1/69 حققه وعلق عليه علي بن نايف الشحود باب الفرق بين المعجزة والكرامة والكهانة(3) مجموع الفتاوي 6/136.

([13]) الطرد: الصيد.

([14])الجري مرة إلي الغاية
__________________
المركز الشامل لعلاج السحر و الحسد و مس الجان بالقرآن وهدي السلف
العنوان : جمهورية مصر العربية - طنطا - بجوار شركة أيديال بي تك
تليفون من خارج مصر : 00201001540228 - 00201068001711
تليفون من داخل مصر : 01001540228 - 01068001711
مواعيد العمل يوم الجمعة من الساعه 9 صباحآ الى الساعة 9 مساء
المدير المسؤل: الشيخ محمد فتحي مصطفى الندار

رابط الموقع : www.el-shamel.com
1icon2 (4) الدليل السابع من أدلة تحريم إستخدام الجن مدحت عاطف من كتاب لا لاستخدام الجان عذرا شيخ الإسلام

الدليل السابع
من أدلة تحريم إستخدام الجن

للشيخ الدكتور مدحت عاطف

من كتاب

لا لاستخدام الجان عذرا شيخ الإسلام
استخدام المراة الجن
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

" وقد روي عن أبي موسي الأشعري أنه أبطأ عليه خبر عمر. وكان هناك إمرأة لها قرين من الجن.
فسأله عنه فأخبره أنه ترك عمر يسم إبل الصدقة"أ هـ([1]).

يحكي الأثر عن حالة من حالات لاستخدام، المقبولة الاستعمال الممهور بفتوي الإجازة من ابن تيمية.
وهذا إن دل فإنما يدل علي أن: استخدام المرأة الجن قد انضوي حتما تحت مظلة الاستخدام المباح التي قال بها شيخ الإسلام وأقرها.
وإن تعجب فعجب أمرهم، ولما راوا دليلا علي استخدام الإنس الجن، استندوا علي مرأة وجعلوا من استخدامها الجن دليلا يحتذي، وأثرا يقتدي، يسير علي دربه الرجال وكان العكس أحري وأولي. ولو من باب سد الثلم والرقاع، ووأد الفتن والضياع، أو علي الأقل من باب الستر علي المرأة.
وعلي كل فالقضية مطروحة علي قدم وساق حتي وصلت المرأة إلي درجة، وبات لها باع وصاع في كثير من أنواع السحر، والدجل، والشعوذة بلا مرية أو امتراء.
ويصور لنا هذا الأثر ببطء حسيس، قصة امرأة من الإنس لها قرين، ورئي من الجن، وهذا يعني أن المرأة دخل جسدها جني، ولا ندري أيهما ألقي بحباله علي الآخر، المرأة أم الجني. وأيا ما كان الرامي أو الداعي، فهذه صورة قميئة، تتفتق عن استرابة فغرت فاها، وأطبقته علي أنثي من الإنس، وذكر من الجن بينهما ألفة وسجال فهل لي أن أسأل، وأستفسر أحلا هذا التعامل، وذاك التناوش أم حرام؟
أنثي من بني آدم تستخدم ذكرا من بني الجان! تسامره ويسامرها، تحدثه ويحدثها، تأمره فيطيع تنادي عليه فينصاع ملبيا ومجيبا. كل هذا الحراك يتم ويقع في بيت مغلق، والبيت في مكان سحيق لا يسمح لعين أن تراه، ولا أذن تتسع بلواه. هذا البيت هو جسد
المرأة وبدنها.
فهل هذا بيت أسس علي التقوي؟ أو هو بيت أسس علي شفا جرف هار؟
وهل يا تري كيف استطاعت هذه الأنثي إيقاع هذا الذكر؟! والحصول عليه؟! وما المدارج، والدروب التي سلكتها حتي ينفذ إليها، ويصل إلي جسمها؟!
وما الثمن الذي قدمته أنثي الاستخدام، مقابل فروض الطاعة، والولاء المقدمة من ذكر الاستخدام؟
أهي أخوة في الله ولله ابتغاء مرضات الله تعالي؟!!

__________________
المركز الشامل لعلاج السحر و الحسد و مس الجان بالقرآن وهدي السلف
العنوان : جمهورية مصر العربية - طنطا - بجوار شركة أيديال بي تك
تليفون من خارج مصر : 00201001540228 - 00201068001711
تليفون من داخل مصر : 01001540228 - 01068001711
مواعيد العمل يوم الجمعة من الساعه 9 صباحآ الى الساعة 9 مساء
المدير المسؤل: الشيخ محمد فتحي مصطفى الندار

رابط الموقع : www.el-shamel.com