الثلاثاء، 13 مارس 2012

الدليل الرابع من أدلة تحريم إستخدام الجن مدحت عاطف

الدليل الرابع من أدلة تحريم إستخدام الجن مدحت عاطف

الدليل الرابع من أدلة تحريم إستخدام الجن
الشيخ الدكتور مدحت عاطف

من كتابة لا لاستخدام الجان عذرا شيخ الإسلام
لو كان خيرا لسبقونا إليه

هل استخدم السلف الجن؟
إن الله عز وجل قد اختص رسول الله - صلى الله علية وسلم - بعموم الرسالة إلي الثقلين.
يقول ابن حجر:
" الجن مكلفون بالتوحيد،وأركان الإسلام وإما ما علاه من الفروع فاختلف فيه لما ثبت من النهي عن الروث والعظم وانهما زاد الجن"أهـ([1]).

ويقول ابن تيمية:

"الجن مأمورون بالأصول والفروع بحبسهم، فإنهم ليسوا مثل الإنس في الحد، لكنهم مشاركون الإنس في جنس التكليف بالأمر والنهي والتحليل والتحريم، وهذا ما لم.
أعلم فيه نزاع بين المسلمين"أهـ([2])
والآيات ا لتي أنزلها الله علي محمد -
صلى الله عية وسلم - فيها خطاب لجميع الخلق من الإنس، والجن، إذ كانت رسالته عامة للثقلين وإن كان من أسباب نزول الآيات ما كان موجودا في العرب
فليس شيئا من الآيات مختصا بالسبب المعين الذي نزل فيه باتفاق المسلمين"
أ هـ"
فلا يظن أن خص العرب بحكم من الأحكام أصلا، بل إنما علق الأحكام باسم مسلم وكافر، ومؤمن ومنافق، وبر وفاجر، ومحسن وظالم، وغير ذلك من الأسماء المذكورة في القرآن والحديث، وليس في القرآن ولا الحديث تخصيص العرب بحكم من أحكام الشريعة"أ هـ([3]).

إذا فالجن باتفاق ملزم بالحلال منهي عن الحرام. ولا شك في أنه بالحلال مأجور، وبالحرام مأذور وكما للإنس حسنات عند نبذ الموبقات فللجن حسنات عند هجر السيئات"
والنبي صلى الله علية وسلم مبعوث إلي عامة الجن وكافة الوري بالحق والهد
ى والنوروالضياء"أهـ([4])
قال ابن عبد البر رحمه الله:
الجن عند الجماعة مكلفون لقوله تعالي:" يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا...الآية ([5])

ولقوله تعالي"فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ"([6])

وقال فخر الدين الرازي رحمه الله:
" أطبق الكل علي أن الجن كلهم مكلفون"أ هـ.
وقال القاضي عبد الجبار رحمه الله
" لا نعلم خلافا بين أهل النظر أن الجن مكلفون أ.هـ([7]).

وقال السبكي في فتاويه فإن قلت:
إنهم مكلفون بشريعته -
صلى الله علية وسلم - في أصل الإيمان، أو في كل شيء بل في كل شيء
لأنه إذا ثبت أنه - أي الرسول -
صلى الله علية وسلم - مرسل إليهم كما هو مرسل إلي الإنس، والدعوة عامة،والشريعة عامة
لزمهم جميع التكاليف التي توجد أسابها فيهم إلا أن يقوم دليل علي تخصيص بعضها

فنقول:
" إنهم يجب عليهم الصلاة، والزكاة إن ملكوا نصابا بشرطه.والحج، وصوم رمضان، وغيرها من الواجبات. ويحرم عليهم كل حرام في الشريعة أ-هـ([8])

باختصار هذا وقد دلت الآيات القرآنية علي إيمان الجن برسول الله ودخوله في دين الله عز وجل
وبعث الله إلي النبي -
صلى الله علية وسلم - نفرا من الجن
ذكرهم الله تعالي في موضعين من القرآن
" وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ *قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ "([9]).."

وفي سورة الجن
"
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً (1)
يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً"([10])
إلي تمام الآية الخامسة عشر

ومن سياق هذه الآيات - وكذا من سياق الروايات التي وردت في تفسير هذا الحادث - يتبين أن النبي - صلى الله علية وسلم - لم يعلم حضور ذلك النفر من الجن حيث حضروا وسمعوا
وإنما علم بعد ذلك حين أطلعه الله عليه بهذه الآيات
وإن حضورهم هذا كان لأول مره، ويقتضي سياق الروايات أنهم وفدوا([11])
بعد ذلك مرارا أ هـ

وما سبق من الآيات التي قطعت بإيمان الجن، وانضوائه تحت مظلةالشرع الحنيف. وهذا الإيمان الذيواكب فجر الإسلام، وواءم أولي لبنات الرسالةالمحمدية، فما زال نور بعثة رسول الله النبي -
صلى الله عية وسلم - يضفي علي القلوب صفاءً، وبهاءً، وابتهاجاً، فيهرعون دخولا في دين الله
فرادي، وجماعات ويسعدون، ويشرفون بصحبة البعوث رحمة لأمة الإنس وأمة
الجن، فكل من لقي النبي -
صلى الله عية وسلم -، وآمن به فهو صحابي، سواء كان هذا الصحابي الذي انطبقت عليه شروط الصحبة منامة الإنس، أو من أمة الجن
قال الحافظ ابن حجر:
" الصحابي من لقي النبي
-
صلى الله عية وسلم - مؤمنا به، ومات علي الإسلام
قال أصحاب الحديث:
كل من رآه
-
صلى الله عية وسلم - مؤمنا به له حكم الصحبة([12])
والله تعالي قد أخبر في سورة الأحقاف بإيمان الجن، بعد سماعه القرآن غضا طريا من فم رسول الله -
-
صلى الله عية وسلم - في صلاة الفجر، وكذلك في سورة الجن،والله تعالي في سورة الأحقاف قد أخبر بإيمان من لقيهم النبي صلى الله عية وسلم
من الجن، وإسلامهم
فإيمان من لقيهم النبي من الجن، وإسلامهم ثابت ثبوتا قطعيا، وكذلك رؤية الجن النبي- وإن لم يرهم النبي أو يشعر بهم. ومن ثم تنطبق عليهم شروط الصحبة لرسول الله -،
صلى الله عية وسلم - وتنال أمة الجن، وتحظي بشرف أن يكون منها صحابة للرسول الله - صلى الله عية وسلم - ثلة من السابقين إسلاما وإيمانا، ودخولا في دين الله تعالي تماما كما من أمة الإنس صحابة لرسول الله
-قال النبي :
صلى الله عية وسلم
" وإنه أتاني وفد جن نصيبين([13]) ونعم الجن([14]
)...
يقول
" لقد قرأتها- يعني: سورة الرحمن- علي الجن ليلة الجن، فكانوا أحسن مردودا منكم، كنت كلما أتيت علي قوله تعالي:" فبأي آلاء ربكما تكذبان"قالوا" ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب، فلك الحمد"([15])
وقال النبي
صلى الله عية وسلم
آتاني داعي الجن فذهب معه، فقرأت عليهم القرآن)([16])

وهكذا أحكمت تلك الأحاديث الدائرة، إحكاما لا يتأتى معه أبداً القدح، من أن أمة الجن منها أصحاب لرسول الله -
صلى الله عية وسلم -،كأمة الإنس تماما سابقون مثلهم، آمنوا برسالته وأسلموا لله عز وجل،ورأوا رسول الله - صلى الله عية وسلم- ورآهم، وتكلموا معه، وتكلم معهم، وجالسوه وجلس معهم -صلى الله عية وسلم - وأسمعهم القرآن وسمعوا منه، وعرضوا مشاكلهم، وأزالها وحلها لهم.
والآن فأمة الإنس وأمة الجن ساحتان مكشوفتان، واضحتان غاية الوضوح لمبعوث العناية الإلهية
فالإنس من الصحابة، وكذا الجن من الصحابة، يراهم النبي
صلى الله عية وسلمرأي العين. بل يزكي النبي - صلى الله عية وسلم - أصحابه من الجن علي أصحابه من الإنس، في موقف اشترك فيه أصحابه من الإنس، مع أصحابه من الجن، ساعة قراءته سورة الرحمن عز وجل علي صحابته من الثقلين
مما سبق يتضحا:
الصحابة من الجن عدول كما أن الصحابة من الإنس كذلك
" وقد أختص الله الصحابة رضي الله عنهم([17])
بخصيصة ليست لطبقة من الناس غير طبقتهم، وهي أنهم لا يسأل عن عدالة أحد منهم، فهم جميعهم عدول ثبتت عدالتهم بأقوي ما تثبت به عدالة أحد، فقد ثبتت بالكتابة والسنة،وبالإجماع، والمعقول
أما القرآن: فيقول تعالي"كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ... الآية "([18])
وقوله:" وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً"([19]).
وهذا ينطبق علي الصحابة كلهم لأنهم المخاطبون مباشرة بهذا النص

وكذلك قوله تعالي"مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ الله -
صلى الله عية وسلم - وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً"([20])
وأما السنة:
ففي نصوصها الشاهدة بذلك كثرة غزيرة، منها: حديث أبي سعيد الخدري المتفق علي صحته أن رسول الله
-
صلى الله عية وسلم -قال:" لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مُد أحدهم، ولا نصيفه"([21])
وتواتر عنه -
صلى الله عية وسلم - قوله" خير الناس قرني ثم الذين يلونهم"([22])
ومما ورد في إثبات عدالة جهول الصحابة، حديث ابن عباس الصحيح
قال: جاء أعرابي إلي النبي
-
صلى الله عية وسلم -
فقال: إني رأيت الهلال يعني رمضان
قال أتشهد أن لا إله الله وأن محمدا رسول الله؟
قال:" نعم"
قال:" يا بلال أذن في الناس أن يصوموا غدا"

أخرجه أصحاب السنن الأربعة
وله شاهد من حديث أنس، وحديث ربعي بن جراشي، فقد أخذ النبي -
صلى الله عية وسلم- بمجرد معرفة إسلامه
وفي الصحيحين
من حيث عقبه بن الحارث انه تزوج أم يحي بنت أبي إهاب، فجاءت أمة سوداء فقالت: قد أرضعتكما
قال: فذكرت ذلك للنبي-
صلى الله عية وسلم- فأعرض عني، قال: فتنحيت فذكرت ذلك له، فقال: كيف؟ وقد زعمت أن قد أرضعتكما!!
فهذه النصوص وغيرها كثير تثبت العدالة لكل صحابي، من تقدم إسلامه ومن تأخر، ومن طالت صحبته، ومن ظفر بمجرد اللقاء بالنبي -
صلى الله عية وسلم
وأما الإجماع:
فيقول أبو عمر ابن عبد البر في الاستيعاب:
" قد كفينا البحث عن أحوالهم،لإجماع أهل الحق من المسلمين وهم أهل السنة، والجماعة علي أنهم كلهم عدول."

وقال الخطيب في الكفاية:
" هذا مذهب كافة العلماء، ومن يعتد بقوله من الفقهاء"
ونقل الإجماع محمد بن الوزير اليماني عند أهل السنة، وعن الزيدية، والمعتزلة أيضا، وكذا الصنعائي

وقال ابن الصلاح:
" ثم إن الأمة مجمعة علي تعديل جميع الصحابة، ومن لابس الفتن منهم فكذلك بإجماع العلماء الدين يعتد بهم في الإجماع، وإحسانا للظن بهم، ونظراً إلي ما يمهد لهم من المآثر
وكأن الله سبحانه أتاح الإجماع علي ذلك لكونهم نقلة الشريعة"

وأما دلالة العقل:
فقد قررها وأحسن فيها الخطيب البغدادي فقال:
علي أنه لو لم يرد من الله عز وجل ورسوله فيهم شيء مما ذكرناه، لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد، والنصرة، وبذل الإيمان، واليقين علي عدالتهم، والاعتقاد بنزاهتهم، وأنهم أفضل من جميع المعتدلين، والمذكين الذي يجيئون بعدهم ابد الآبدين

وبهذا تثبت عدالة الصحابة بالأدلة القطعية، والنقلية، والعقلية،مما لا يدع للشك،
أو التردد مجالا في ثبوت هذه الخصوصية الفاضلة لأحد منهم
رضي الله عنهم-أ هـ([23]).

وبعد هذا الموجز البين، الذي وضع النقاط علي حروفها
نستطيع الجزم بأن صحابة رسول الله
- صلى الله عية وسلم - ،رضي الله عنهم، من الجن شهد لهم الكتاب، والسنة، والإجماع، والمعقول بالإيمان، والإسلام، والصلاح، والتقي، والعفاف، كما قطع بعدالتهم تماما كأصحابه من الإنس
والنبي
-
صلى الله عية وسلم - لا يخفي عليه من إيمانهم، وإسلامهم، وصلاحهم بل وعدالتهم أيضا
فالساحة الجنية مكشوفة تماما لرسول الله
كالساحة الإنسية
وأمام الرسول الآن جنسين متباينين، هما الإنس والجن
وبين يد ية -
صلى الله عية وسلم - نوعين من الصحابة
صحابة من الإنس كلهم عدول أتقياء أنقياء
وصحابة من الجن كلهم عدول أتقياء أنقياء
ويداهمنا هذا السؤال الحرج المر الذي يقطع بسفه استخدام الإنس الجن

وما دام الصحابة من الإنس زكاهم الكتاب، والسنة، والإجماع والمعقول، وعدلهم،وكذلك الصحابة من الجن
فلماذا لم يأمر- رسول
r- الصحابي العدل الثقة من الإنس، باستخدام الصحابي العدل الثقة من الجن؟؟!!
مع العلم أن التعاون، والاستخدام بهذا الصلاح الممهور بصك الثقة، والعدالة، والصلاح من الكتاب، والسنة، والإجماع، والمعقول لم يتمخض عنه إلا البناء، والتعمير ولن ينتج عنه إلا الخير العميم
لأن الصحابي من الجن المستخدم، مهما قال للصحابي من الإنس المستخدم، فكلامه ثقة، وأخباره صادقة
فهل القائلون باستخدام الإنس الجن،
والمنتصرون لهم، والسائرون علي دربهم، أعمق فهما وأنفذ بصيرة من رسول الله -
صلى الله عية وسلم - حتي يخالفوا منهجه، ويعكسوا مسلكه؟؟!!
لذلك أهيب بكل مسلم، ومسلمة أن يحطاط لدينهما، ويعلما إيمانا ويقينا: أن الحبيب صلي- الله عليه
وسلم
لم يترك شارد ووارد تقرب أمته إنسية، وجنية من الجنة،إلا وقد حدث بها وأمر، وما ترك مثقال ذرة تبعد عن النار إلا وقد حدث عنها ونهي
وقضية استخدام الإنس الجن واستعماله، والتعاون معه لو كانت فيها خير، ومصلحه للدين لشرعه الله ورسوله فإن الله تعالي يقول:"
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً" ([24])
فالخير كل الخير في إتباع السلف والشر كل الشر في ابتداع الخلف


([1])(الفتح6/345).

([2])(مجموع الفتاوي4-223).

([3])إيضاح الدلالة 7،10.

([4])تخريج الطحاوية ج1/ص39.

([5])سورة الأنعام الآية رقم 130.

([6]) سورة الرحمن.

([7])نقلا عن لفظ المرجان ص71.

([8])لفظ المرجان ص93.

([9])سورةالأحقاف الآيات رقم 29-30-31.

([10]) سورة الجنمن الآية 1 وحتي الآية 15.

([11])الرحيق المختوم ص151.

([12])نقلا عن كتاب منهج النقد في لوم الحديث صـ 116-117-" نور الدين عتر".

([13])نصيبين: بلدة مشهورة بالجزيرة.
وقيل: هي من ديار بكر قريبة من الشام.
وقيل: من نينوي وهي أيضا من ديار بكر لكنها قريبة من الموصل.

([14])(جزء من حديث طويل- أخرجه البخاري 7/16) والطحاوي(1/74)، والبيهقي(1/107-108).

([15])روه البزار والحاكم وابن جرير بإسناد صحيح في صحيح الجامع(1/30).

([16])جزء من حديث ابن مسعود" رواه مسلم" رقم 150 كتاب الصلاة باب الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة علي الجن.

([17])من الإنس والجن.

([18])آل عمران:110.

([19])البقرة:143.

([20])الفتح:29.

([21])صحيح الجامع:731.

([22])صحيح الجامع: 3294.

([23])نقلا عن كتاب منهج لنقد في علوم الحديث للدكتور نور الدين عنتر ص 121/122/123).

([24])سورة المائدة آية(3).

ما هو حكم إستخدام الجن للشيخ ياسر برهامى المركز الشامل لعلاج السحر محمد فتحى

ما هو حكم إستخدام الجن للشيخ ياسر برهامى


ومن المانعين مطلقا :
أخينا الفاضل / د ياسر برهامي ..


السؤال:
هل يمكن سؤال جن حاضر عن غيب نسبي ؟
الجواب:
" الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله،
أما بعد ،
سؤال الجن عن غيب نسبي من الكهانة ؛ فالكاهن والعراف يخبر عن مكان الضالة والشيء المسروق - وهذا غيب نسبي ؛

وقد قال النبي :
" من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " .
ثم هو ذريعة لتشهى ذالك من المعالج و محبته وإلفه ؛ لمعرفة مكان المسروق وتسخيره كما يزعم فى فعل الخير ،
ثم لا يأمن أن يكون الجن كافر فيأمره بطلاسم شركية ،
أو مسلم عاصى فيأمره بمعصية كما نسمع " .



وفي موضع آخر :
السؤال :
هل يمكن رؤية الجن؟
وهل من الخير التعمق في أمور الجن وإلى أي حد؟
وهل يمكن استخدام جن في الرقية الشرعية لإخراج جن أخر؟ وما حكمه؟
وما العمر المناسب للدخول في تلك الأمور؟

الجواب:
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسولالله ،
أما بعد :
الأصل عدم رؤية الجن لقوله - تعالى - : إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَتَرَوْنَهُمْ ،
ولكن يمكن رؤيتهم كاستثناء، كما رأى أبو هريرة وأبى بن كعب الشيطانَ ، الذي كان يسرق من مال الصدقة ،
والتعمق في البحث عن أحوال الجن ، ونسبة أكثر الأفعال إليهم من أمر الجاهلية ،

ولا يشرع الاستعانة بالجن في شيء لا في الرقية ولا غيرها ؛
فدع عنك هؤلاء الذين يشغلونك عما ينفعك بأمور الجن الآن وفى مستقبلك " 
 
وله كلام في تعليقه على رسالة " الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان " لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -
... سأنقله لأهميته ، ثم أذكرة جهة المنع من مجموع كلامه - إن شاء الله - ...

إمكانية الزواج من الجن !! للعلامة الألباني رحمه الله المركز الشامل لعلاج السحر الشيخ محمد فتحى

إمكانية الزواج من الجن !! للعلامة الألباني رحمه الله

إمكانية الزواج من الجن !! للعلامة الألباني رحمه الله


أورد الشيخ العلامة الألباني رحمه الله تعالى ، حديث رقم -5776- في السلسلة الضعيفة :
( لا تقوم الساعة حتى تكثر فيكم أولاد الجن من نسائكم، و يكثر نسبهم فيكم، حتى يجادلوكم بالقرآن، حتى يردوكم عن دينكم )

وقال : (منكر جدا) ، ثم ذكر علل الحديث ثم قال :


فائدة : ذكر الذهبي في الميزان من رواية الإمام تقي الدين بن دقيق العيد قال : سمعت شيخنا أبا محمد بن عبد السلام السلمي يقول وجرى ذكر أبي عبد الله بن العربي الطائي فقال هو شيخ سوء شيعي كذاب فقلت له وكذاب أيضا قال نعم تذاكرنا بدمشق التزويج بالجن فقال هذا محال لان الإنس جسم كثيف والجن روح لطيف ولن يعلق الجسم الكثيف الروح اللطيف ثم بعد قليل رأيته وبه شجة فقال تزوجت جنية فرزقت منها ثلاثة أولاد فاتفق يوما اني اغضبتها فضربتني بعظم حصلت منه هذه الشجة وانصرفت فلم ارها بعد هذا)

فعلق الذهبي رحمه الله على تكذيب العز بن عبد السلام لابن عربي بقوله :
( وما عندي ان محيي الدين تعمد كذبا لكن آثرت فيه تلك الخلوات والجوع فساداً وخيالاً وطرف جنون )

والغرض من ذكر هذه الفائدة إنما هو تذكير القراء بأن العلماء يستنكرون أشد الاستنكار إمكانية التزاوج بين الإنس والجن ، لاختلاف طبيعة خلقهما ، حتى اتهموا من ادعى ذلك بالكذب أو بنوع من الجنون ، وأحلاهما مر .

فما نسمعه في هذا الزمان من أن بعض النسوة يشعرن وهن في فراش الزوجية بالمجامعة ممن لا يرينه ، إن هو إلا وسوسة الشيطان ، وتلاعبه ببني الانسان ، ويستغل ذلك بعض أولئك الذين يتعاطون مهنة استخراج الجني من الانسي ، ويرتكبون في أثناء ذلك أموراً – غير تلاوة القرآن والمعوذات – مما هو غير وارد في السنة ، مثل مكالمة الجني وسؤاله عن بعض الأمور الخفية ، وعن دينهم ومذهبهم !
وتصديقهم في كل ما يخبرون به ! وهم من عالم الغيب ، لا يمكن لإنس أن يعرفوا مؤمنهم من كافرهم ، والصادق من الكاذب ، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد حرم إتيان الكهان وتصديقهم ، لأنهم ممن يوالون الجن وهؤلاء كانوا يسترقون السمع ويلقون إلى أوليائهم من الانس ما استقروا ويخلطون معه أكثر من مئة كذبة ، كما في الصحيح .

أقول : إذا كان إتيان هؤلاء محرما ، فبالأولى أن يكون محرما إتيان أوليائهم من الإنس الذين يخاطبون الجن مباشرة ويستخدمونهم ، ويقضون لهم بعض مصالحهم ، ليضلوهم عن سبيل الله ، كما كان الأمر بالجاهلية ، وذلك قوله تعالى : ( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً ) السلسلة الضعيفة – المجلد الثاني عشر – ص 602- 603
وانظر أيضا ، تحت رقم ( 5777 و 5778 ) من السلسلة الضعيفة احدث المواضيع:


حكم التعامل مع الجن لشيخنا الألباني المركز الشامل لعلاج السحر الشيخ محمد فتحى

حكم التعامل مع الجن لشيخنا الألباني


حكم التعامل مع الجن لشيخنا الألباني
السؤال : ما حكم التعامل مع الجن ؟
الجواب :أقول : التعامل مع الجن ضلالة عصرية ، لم نكن نسمع من قبل - قبل هذا الزمان
  تعامل الإنس مع -الجن ، ذلك أمرٌ طبيعي جداً ، لا يمكن تعامل الإنس مع الجن ؛ لاختلاف الطبيعتين ؛ قال عليه الصلاة والسلام تأكيداً لما جاء في القرآن : وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ [الرحمن:15] وزيادة على ما في القرآن قال عليه السلام: " خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من نار، وخلق آدم مما وصف لكم" ؛ فإذاً البشر خلقوا من طين والجان خلقوا من نار ، فأنا أعتقد أن من يقول بإمكان التعامل مع الجن مع هذا التفاوت في أصل الخلقة ، مثله عندي كمثل من قد يقول - وما سمعنا بعد من يقول - تعامل الإنس مع الملائكة .
هل يمكن أن نقول بأن الإنس بإمكانهم أن يتعاملوا مع الملائكة ؟
الجواب : لا . لماذا ؟ نفس الجواب، خلقت الملائكة من نور وخلق آدم مما وصف لكم ، أي : من تراب ، فهذا الذي خلق من تراب لا يمكنه أن يتعامل مع الذي خُلق من نور. كذلك أنا أقول : لا يمكن للإنسي أن يتعامل مع الجني بمعنى التعامل المعروف بيننا نحن البشر ، نعم . يمكن أن يكون هناك نوع من التعامل بين الإنس والجن ، كما أنه يمكن أن يكون هناك نوع من التعامل بين الإنس والملائكة أيضاً ، لكن هذا نادر نادر جداً، ولا يمكن ذلك مع الندرة إلا إذا شاء الملك وشاء الجان. أما أن يشاء الإنسي أن يتعامل معاملة ما مع ملك ما فهذا مستحيل، وأما أن يشاء الإنسي أن يتعامل مع الجني رغم أنف الجني فهذا مستحيل ؛ لأن هذا كان معجزة لسليمان عليه الصلاة والسلام ، ولذلك جاء في الحديث الصحيح في البخاري أو مسلم أو في كليهما : أن النبي : " قام يصلي يوماً بالناس إماماً، وإذا بهم يرونه كأنه يهجم على شيء ويقبض عليه، ولما سلّم قالوا له: يا رسول الله! رأيناك فعلت كذا وكذا، قال: نعم. إن الشيطان هجم - أو قال عليه السلام هذا المعنى- علي وفي يده شعلة من نار يريد أن يقطع علي صلاتي ، فأخذت بعنقه حتى وجدت برد لعابه في يدي ، ولولا دعوة أخي سليمان عليه السلام : قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي [ص:35] لربطته بسارية من سواري المسجد حتى يصبح أطفال المسلمين يلعبون به) لكنه عليه الصلاة والسلام تذكر دعاء أخيه سليمان عليه السلام: قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي [ص:35] ، لولا هذه الدعوة لربطه الرسول ، لكنه لم يفعل ؛ فأطلق سبيله برغم أنه أراد أن يقطع عليه صلاته . فالآن ما يشاع في هذا الزمان من تخاطب الإنس مع الجن ، أو الإنسي المتخصص في هذه المهنة يزعم أنه يتخاطب مع الجني ، وأنه يتفاهم معه ، وأنه يسأله عن داء هذا المصاب أو هذا المريض وعن علاجه ، هذا إلى حدود معينة يمكن ، لكن يمكن واقعياً ولا يمكن شرعاً ؛ لأن ليس ما هو ممكن واقعاً يمكن أو يجوز شرعاً .. فإنه يمكن للمسلم أن ينال رزقه بالحرام ، كما ابتلي المسلمون اليوم بالتعامل بالربا معاملات كثيرة وكثيرة جدا ً، لكن هذا لا يجوز ولا يمكن شرعاً ، فما كل ما يجوز واقعاً يجوز شرعاً .
لذلك نحن ننصح الذين ابتلوا بإرقاء المصروعين من الإنس بالجن ، ألا يحيدوا أو ألا يزيدوا على تلاوة القرآن على هذا المصروع أو ذاك في سبيل تخليص هذا الإنسي الصريع من ذاك الجني الصريع - صريع اسم مفعول، اسم فاعل- ففي هذه الحدود فقط يجوز، وما سوى ذلك فيه تنبيه لنا في القرآن الكريم على أنه لا يجوز بشهادة الجن الذين آمنوا بالله ورسوله، وقالوا كما حكى ربنا عز وجل في قرآنه :و َأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً [الجن:6] وكانت الاستعاذة على أنواع، ولا توجد حاجة للتعرض لها.
المهم أن الاستعانة بالجن سبب من الأسباب لإضلال الإنس ؛ لأن الجني لا يخدم الإنسي لوجه الله ، وإنما ليتمكن منه لقضاء وطره منه بطريقة أو بأخرى .
لقد كنا في زمن مضى ابتلينا بضلالة لم تكن معروفة من قبل ، وهي التنويم المغناطيسي ، فكانوا يضللون الناس بشيء سموه بالتنويم المغناطيسي، يسلطون بصر شخص معين على شخص عنده استعداد لينام ثم يتكلم - زعم - في أمور غيبية ، ومضى على هذه الضلالة ما شاء الله عز وجل من السنين تقديراً ، ثم حل محلها ضلالة جديدة وهي استحضار الأرواح ، ولا نزال إلى الآن نسمع شيئاً عنها، ولكن ليس كما كنا نسمع من قبل ذلك ؛ لأنه حل محلها الآن الاتصال بالجن مباشرة –
لكن من طائفة معينين ، وهم الذين دخلوا في باب الاتصال بالجن باسم الدين ، وهذا أخطر من ذي قبل،
فالتنويم المغناطيسي لم يكن باسم الدين وإنما كان باسم العلم ، واستحضار الأرواح كذلك لم يكن باسم الدين إنما كان باسم العلم أيضاً.
أما الآن فبعض المسلمين وقعوا في ضلالة الاستعانة بالجن باسم الدين، ذلك أن الرسول ثبت عنه أنه قرأ بعض الآيات على بعض الناس الذين كانوا يصرعون من الجن فشفاهم الله ، هذا صحيح ؛ لكن هؤلاء بدءوا من هذه النقطة ثم وسعوا الدائرة إلى الكلام : هل أنت مسلم؟ ما دينك ؟ نصراني يهودي بوذي ؟ وبعد ذلك يقولون له : أسلم تسلم، وبعد ذلك يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ، آمن الإنس بكلام الجني وهم لا يرونه ولا يحسون به إطلاقاً، نحن نعيش اليوم سنين طويلة نتعامل مع بني جنسنا -إنس مع إنس-. وبعد كل هذه السنين يتبين لك أن الذي كنت تعامله كان غاشاً لك ، فكيف تريد أن تتعامل مع رجل من الجن لا تعرف حقيقته ؟
ويقول لك : أسلمت، ويقول لك : أنا مؤمن، وأنا في خدمتك، ماذا تريد مني؟ أنا حاضر. هذا نسمعه كثيراً، سبحان الله! من هنا يدخل الضلال على المسلمين كما يقال: (ومعظم النار من مستصغر الشرر). بدأنا مهنة نتعاطها في استخراج الجن من الإنس وتوسعنا فيها حتى صارت واسعة.
وقد يسأل سائل فيقول: هل يمكن التعامل مع الجن؟
فنقول :
 
لا يمكن إلا بما ذكرته آنفاً من التفصيل والنصيحة ، كما قلت آنفاً : أنه لا يجوز لمسلم أن يزيد على الرقية في معاجلة الإنسي الذي صرعه الجني ، يقرأ عليه ما يشاء من كتاب الله ومن أدعية رسول الله الصحيحة. وهناك أشياء عجيبة جداً ، كلها توهيم على الناس ومحاولة للانفراد بهذه المهنة عن كل الناس ؛ لأنه لو بقيت القضية على تلاوة الآيات فكل أحد يستطيع أن يقرأ بعض الآيات وإذا بالجني يخرج، يقولون : لا. نريد أن نحيطه بشيء من التمويه والسرية -زعموا- حتى تكون مخصصة في طائفة دون طائفة. أذكر بقوله تعالى: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً [الجن:6] . نسأل الله عز وجل أن يحفظنا عن الانصراف إلى الاستعانة بالجن .......
وله رحمه الله كلامًا هامًا في "السلسلة الضعيفة" في المجلد الثاني حديث رقم (665) و(666) ؛ أنقله لفائدته :

655 - " إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد : يا عباد الله احبسوا علي ، يا عباد الله احبسوا علي ، فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليكم " .


ضعيف ..... . و قال الحافظ السخاوي في " الابتهاج بأذكار المسافر و الحاج " ( ص 39 ) : " و سنده ضعيف ، لكن قال النووي : إنه جربه هو و بعض أكابر شيوخه " .

قلت [- أي : شيخنا الألباني ] :
ال
عبادات لا تؤخذ من التجارب ، سيما ما كان منها في أمر غيبي كهذا الحديث ، فلا يجوز الميل إلى تصحيحه بالتجربة ! كيف و قد تمسك به بعضهم في جواز الاستغاثة بالموتى عند الشدائد و هو شرك خالص .
و الله المستعان .

و ما أحسن ما روى الهروي في " ذم الكلام " ( 4 / 68 / 1 ) :

أن عبد الله بن المبارك ضل في بعض أسفاره في طريق ، و كان قد بلغه أن من اضطر ( كذا الأصل ، و لعل الصواب : ضل ) في مفازة فنادى : عباد الله أعينوني ! أعين ،
قال : فجعلت أطلب الجزء أنظر إسناده .
قال الهروي : فلم يستجز . أن يدعو بدعاء لا يرى إسناده " .

قلت : فهكذا فليكن الاتباع .

و مثله في الحُسْن ما قال العلامة الشوكاني في " تحفة الذاكرين " ( ص 140 ) بمثل هذه المناسبة :
" و أقول : السنة لا تثبت بمجرد التجربة ، و لا يخرج الفاعل للشيء معتقدا أنه سنة عن كونه مبتدعا .
و قبول الدعاء لا يدل على أن سبب القبول ثابت عن رسول الله ، فقد يجيب الله الدعاء من غير توسل بسنة و هو أرحم الراحمين ، و قد تكون الاستجابة استدراجا " .
و للحديث طريق آخر معضل .... و الأصح عن أبان عن مجاهد عن ابن عباس موقوفا عليه كما يأتي بيانه في آخر الحديث التالي .



656 - " إذا أضل أحدكم شيئا ، أو أراد أحدكم غوثا ، و هو بأرض ليس بها أنيس فليقل : يا عباد الله أغيثوني ، يا عباد الله أغيثوني ، فإن لله عبادا لا نراهم " .


ضعيف . رواه الطبراني .... وزاد في آخره : " و قد جرب ذلك " .

قلت : و هذا سند ضعيف .
و فيه علل :
...
و أما دعوى الطبراني - رحمه الله - بأن الحديث قد جُرِّب ، فلا يجوز الاعتماد عليها ، لأن العبادات لا تثبت بالتجربة ، كما سبق بيانه في الحديث الذي قبله . و مع أن هذا الحديث ضعيف كالذي قبله ، فليس فيه دليل على جواز الاستغاثة بالموتى من الأولياء و الصالحين ، لأنهما صريحان بأن المقصود بـ " عباد الله " فيهما خلق من غير البشر ، بدليل قوله في الحديث الأول : " فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليهم " .
و قوله في هذا الحديث : " فإن لله عبادا لا نراهم " .
وهذا الوصف إنما ينطبق على الملائكة أو الجن ، لأنهم الذين لا نراهم عادة ،
و قد جاء في حديث آخر تعيين أنهم طائفة من الملائكة ؛
أخرجه البزار عن ابن عباس بلفظ : " إن لله تعالى ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر ، فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد : يا عباد الله أعينوني " .

قال الحافظ كما في " شرح ابن علان " ( 5 / 151 ) :

" هذا حديث حسن الإسناد غريب جدا ، أخرجه البزار .
و قال : لا نعلم يروى عن النبي بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد " .
و حسنه السخاوي أيضا في " الابتهاج " و قال الهيثمي : " رجاله ثقات " .

قلت : و رواه البيهقي في " الشعب " موقوفا كما يأتي .

فهذا الحديث - إذا صح - يعين أن المراد بقوله في الحديث الأول " يا عباد الله " إنما
هم الملائكة ، فلا يجوز أن يلحق بهم المسلمون من الجن أو الإنس ممن يسمونهم برجال الغيب من الأولياء و الصالحين ، سواء كانوا أحياء أو أمواتا ، فإن الاستغاثة بهم و طلب العون منهم شرك بين لأنهم لا يسمعون الدعاء ، و لو سمعوا لما استطاعوا الاستجابة و تحقيق الرغبة ، و هذا صريح في آيات كثيرة ، منها قوله تبارك و تعالى : و الذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ، إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ، و لو سمعوا ما استجابوا لكم ، و يوم القيامة يكفرون بشرككم ، و لا ينبئك مثل خبير ( فاطر 13 - 14 ) .
هذا ، و يبدو أن حديث ابن عباس الذي حسنه الحافظ كان الإمام أحمد يقويه ، لأنه قد عمل به ، فقال ابنه عبد الله في " المسائل " ( 217 ) :
" سمعت أبي يقول : حججت خمس حجج منها ثنتين [ راكبا ] و ثلاثة ماشيا ، أو ثنتين ماشيا و ثلاثة راكبا ، فضللت الطريق في حجة و كنت ماشيا ، فجعلت أقول : ( يا عباد الله دلونا على الطريق ! ) فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت على الطريق . أو كما قال أبي ، و رواه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 455 / 2 ) و ابن عساكر ( 3 / 72 / 1 ) من طريق عبد الله بسند صحيح . و بعد كتابة ما سبق وقفت على إسناد البزار .... لذلك فالحديث عندي معلول بالمخالفة ، و الأرجح أنه موقوف ، و ليس هو من الأحاديث التي يمكن القطع بأنها في حكم المرفوع ، لاحتمال أن يكون ابن عباس تلقاها من مسلمة أهل الكتاب . و الله أعلم ....



بتصرف .. ومن أراد كلامه بتمامه ؛ فليرجع إلى الأصل


وفي " القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين " :


" وقد تم الاتصال بالعلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - هاتفيا ؛

وقد سُئِل التالي :
ما هو حكم الاستعانة بالجن ؟

- فأجاب بكلام مطول ولكني أختصره بالآتي :


يرى - حفظه الله- عدم جواز ذلك ،

وقد بين أن هذا من الأمور المغيبة عن الإنسان ،
ولا نستطيع أن نحكم على هؤلاء بالإسلام أو الكفر ، فإن كانوا مسلمين لا نستطيع أن نحكم عليهم بالصلاح أو النفاق ،
وقد استشهد - حفظه الله - بالآية الكريمة من سورة الجن : وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْالإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ،

وتم تأكيد ذلك بالاتصال بسماحته وأخذ رأيه والاستئذان في نشر ذلك في هذا الكتاب المتواضع فأقر- حفظه الله – بذلك .
احدث المواضيع:


تعديل / حذف تعديل المشاركة   الرد السريع على هذه المشاركة إضافة رد   رد مع اقتباس رد مع اقتباس   إقتباس متعدد لهذه المشاركة